سامرونغ (كمبوديا) - ا ف ب - اندلعت معارك بالاسلحة الثقيلة امس، لليوم الثالث على التوالي بين الجنود التايلانديين والكمبوديين على الحدود المتنازع عليها بين البلدين. وقال مسؤول عسكري كمبودي ان المواجهات تجددت حول مجموعة من المعابد المتنازع عليها. وأكد مسؤول تايلاندي وقوع هذه اشتباكات جديدة، لكنه قال ان «كمبوديا هي التي أطلقت النار أو لا». وكالعادة يتبادل البلدان الاتهامات ببدء المعارك التي أودت بحياة ستة جنود كمبوديين وأربعة تايلانديين منذ الجمعة. وكان القصف المدفعي يُسمع بوضوح على بعد عشرين كيلومتراً من المعارك في الجانب الكمبودي حيث لجأ العديد من القرويين الى مدارس ومعابد. وتأتي هذه المعارك بعد ساعات على دعوة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون كمبوديا وتايلاند الى وقف اطلاق النار. وقال الناطق باسم الاممالمتحدة مارتن نيزيركي، إن «الامين العام يدعو الطرفين الى ممارسة اقصى درجات ضبط النفس واتخاذ تدابير فورية لالتزام وقف لاطلاق النار يكون فعلياً وقابلاً للتحقق». وأضاف أن بان كي مون «يرى ايضاً ان الخلاف لا يمكن حله بالسبل العسكرية ويحض كمبوديا وتايلاند على البدء بحوار جدي لإيجاد حل دائم». وتواجه البلدان مرات عدة في السنوات الاخيرة في الادغال قرب معابد قديمة تقع على الحدود التي لم يتم ترسيمها بالكامل، خصوصاً بسبب الالغام المتبقية بعد عقود من الحرب الاهلية في كمبوديا. واتهمت بنوم بنه الجيش التايلاندي السبت باستخدم «اسلحة ثقيلة تحوي غازات سامة، لكن السلطات التايلاندية نفت ذلك». واتهم رئيس الوزراء التايلاندي ابيسيت فيجاجيفا أمس كمبوديا، بأنها تسعى الى «تدويل» النزاع. وتطالب بنوم بنه منذ المعارك الاخيرة التي جرت في شباط (فبراير) الماضي، بوساطة لتسوية الخلافات الحدودية، لكن بانكوك تصرّ على اجراء مفاوضات ثنائية. وكان البلدان وافقا على ارسال مراقبين الى الحدود بعد وساطة قامت بها رابطة جنوب شرق آسيا في شباط الماضي. لكن بعد ذلك، قال الجيش التايلاندي إنه لا يرحب بالمراقبين ولم يتم ارسالهم. وجرت مواجهات بين البلدين من الرابع الى السابع من شباط، أسفرت عن سقوط عشرة قتلى بينهم سبعة كمبوديين. ولكن كان بين القتلى حينها مدنيون. ووقعت معارك شباط على بعد نحو مئة كيلومتر شرقاً قرب معبد بريا فيهير للخمير الحمر. وكان قرار لمحكمة العدل الدولية في 1962 اعلن سيادة كمبوديا على هذا المعبد. لكن تصنيف الموقع الذي يعود الى القرن الحادي عشر من قبل منظمة الثقافة والتربية والعلوم التابعة للامم المتحدة (يونسكو)، أثار التوتر بين البلدين من جديد. ويسيطر التايلانديون على المداخل الرئيسية للموقع، لكن البلدين يتنازعان منطقة تبلغ مساحتها 4.6 كيلومترات مربعة عند سفح المبنى لم يتم ترسيم الحدود فيها. ويرى المحللون ان هذه النزاعات الحدودية استخدمت من الجانبين لتأجيج المشاعر القومية لدى السكان.