بانكوك – أ ب، رويترز، أ ف ب – تجدد القتال بين الجيشين التايلاندي والكمبودي على الحدود المتنازع عليها بين البلدين، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص خلال يومين وتهجير آلاف السكان. وتواجه البلدان مرات عدة في السنوات الأخيرة في الأدغال قرب معابد قديمة تقع على الحدود التي لم يتم ترسيمها بالكامل، خصوصاً بسبب الألغام المتبقية، بعد عقود من الحرب الأهلية في كمبوديا. والمعارك تُجرى قرب معبدي تا كراباي وتا مويان الهندوسييْن، واللذين يقعان شمال شرقي تايلاند، على بعد 150 كلم جنوب غربي معبد برياه فيهير الذي بُني في القرن الحادي عشر ونشبت بسببه معارك عنيفة بين البلدين في شباط (فبراير) الماضي، استمرت أربعة أيام وأسفرت عن مقتل 10 أشخاص، بينهم 7 كمبوديين. والمعابد الثلاثة والأرض المحيطة في جبال دانغريك، محلّ نزاع منذ انسحاب الفرنسيين من كمبوديا في خمسينات القرن العشرين. وأعلن مسؤولون في البلدين أن المعارك التي بدأت الجمعة واستمرت ساعات، استؤنفت أمس بالبنادق والمدفعية الثقيلة، وأدت الى مقتل 10 جنود وجرح 32 من الطرفين خلال يومين. وتبادلت بنوم بنه وبانكوك الاتهامات بإطلاق النار، إذ اتهمت وزارة الدفاع الكمبودية تايلاند بغزو أراضيها بواسطة «قوات برية ومختلف أنواع المدفعية»، محذرة من أن المدنيين في خطر. كما اتهمت الجيش التايلاندي بإطلاق قذائف تحوي غازاً ساماً. ودانت الوزارة «في أشد العبارات هذه الاعتداءات المتعمدة المتكررة»، داعية تايلاند الى وقف «الأعمال الحربية» لتسوية المشاكل الحدودية. واعتبرت أن «الهجمات التايلاندية ضد كمبوديا تستهدف كما يبدو السيطرة على هذه المعابد الكمبودية». في المقابل، قال وزير الدفاع التايلاندي الجنرال براويت وونغسوون، في إشارة الى الكمبوديين: «فجأة أطلقوا النار علينا». وأضاف: «قد يعني ذلك أنهم يريدون تدويل الوضع لدفع بلد ثالث» الى التدخل. وأكد أن تايلاند «لا تريد القتال، لكن عليها الردّ عندما تتعرّض لإطلاق نار»، داعياً الى استئناف المحادثات الثنائية. وتطالب بنوم بنه منذ المعارك التي جرت في شباط الماضي، بوساطة لتسوية الخلافات الحدودية، لكن بانكوك تصرّ على إجراء مفاوضات ثنائية. وكان البلدان وافقا على إرسال مراقبين الى الحدود، بعد وساطة ل «رابطة جنوب شرقي آسيا» (آسيان) في شباط الماضي. لكن الجيش التايلاندي أعلن بعد ذلك انه لا يرحّب بالمراقبين، ولم يُرسلوا الى الحدود. وكان قرار لمحكمة العدل الدولية عام 1962، أعلن سيادة كمبوديا على معبد برياه فيهير. لكن تصنيف الموقع من جانب منظمة الثقافة والتربية والعلوم التابعة للأمم المتحدة (يونسكو)، جدّد التوتر بين البلدين. ويسيطر التايلانديون على المداخل الرئيسة للموقع، لكن البلدين يتنازعان منطقة تبلغ مساحتها 4,6 كلم مربع عند سفح المبنى، لم يتم ترسيم الحدود فيها. ويرى محللون أن الجانبين استخدما هذه النزاعات الحدودية لتأجيج المشاعر القومية لدى السكان.