بنوم بنه - أ ف ب – تواصلت لليوم الرابع على التوالي عمليات إطلاق النار أمس بين تايلاند وكمبوديا، ما أسفر وفق السلطات التايلاندية عن جرح 15 شخصاً توزعوا بين جنود ومدنيين، وإجلاء 15 ألف قروي نقلوا إلى 5 معسكرات موقتة. لكن مصدراً عسكرياً تايلاندياً قلل من اهمية الصدامات الجديدة مؤكداً انها اقتصرت على اطلاق نار من اسلحة خفيفة لدقيقتين فقط بسبب «سوء تفاهم»، وذلك غداة اندلاع معارك بأسلحة ثقيلة رفعت عدد القتلى الى ستة هم جندي تايلاندي وثلاثة جنود كمبوديين ومدني من كل طرف. وفيما تدور المواجهات بين الدولتين الجارتين منذ الجمعة الماضي حول منطقة حدودية متنازع عليها تضم معبد برياه فيهيار الهندوسي الذي شيّد في القرن الحادي عشر، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون البلدين الى ضبط النفس، علماً أنهما يتبادلان الاتهامات في شأن تحمل مسؤولية هذه الأحداث الأعنف منذ سنوات، ويؤكد كل منهما انه تعرض «لعدوان» ودافع عن «سيادته». ودعا بان الطرفين الى «التوصل الى اتفاق لوقف الأعمال العدوانية» التي يرى محللون ان البلدين اللذين لم يتم ترسيم الحدود في شكل تام بينهما، يستخدمانها لتحريك المشاعر القومية في كل منهما. وأجج ذلك حماسة المحتجين من أصحاب «القمصان الصفر» الذين يطالبون بتنحي الحكومة التايلاندية. ومن المقرر إجراء انتخابات في تايلاند هذه السنة، في وقت تبدو الانقسامات السياسية بعيدة من الحل، ما يجعل محللين يعتبرون الأزمة الحدودية محاولة من قادة الجيش المتشددين والحلفاء القوميين لإطاحة الحكومة، أو حتى إيجاد ذريعة لتنفيذ انقلاب جديد وإلغاء الانتخابات. وتسيطر كمبوديا بموجب قرار أصدرته محكمة العدل الدولية عام 1962 على معبد برياه فيهيار الذي اغضب إدراجه على لائحة «اليونيسكو» للتراث العالمي القوميين في تايلاند التي يسيطر جنودها على الطرقات الرئيسة المؤدية اليه. ووسط تصعيد لهجة الاتهامات المتبادلة بين البلدين، دعت كمبوديا الى اجتماع عاجل لمجلس الأمن من اجل وقف «العدوان المتكرر» التايلاندي عليها، والذي أدى الى مقتل كمبوديين وانهيار جناح في المعبد.