أعلن اللواء المتقاعد من الجيش الليبي خليفة حفتر أمس، أن التظاهرات التي خرجت الجمعة في العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي ومدن عدة أخرى دعماً ل «عملية الكرامة»، تُعد بمثابة «تفويض» له ل»مكافحة الإرهاب». وقال حفتر الذي يقود عملية عسكرية منذ 16 أيار (مايو) الجاري ضد ميليشيات المتشددين، في بيان تلاه من منطقة بنينا وبثته قنوات تلفزيون محلية عدة أمس (30 كلم جنوب شرق مدينة بنغازي): «وافقنا على التفويض الشعبي ونقول لشعبنا شكراً على خروجكم وتفويضنا». وأضاف وفق البيان الذي قال إنه صادر عن «المجلس العسكري الأعلى للقوات المسلحة» الذي أعلن تشكيله الأربعاء الماضي: «لقد صدر الأمر وقُضي الأمر، نتعهد لكم يا شعبنا العظيم أننا، قيادةً وضباطاً وضباط صف وجنوداً، لن نتراجع عن هذه المهمة حتى نقوم بتطهير ليبيا من الإرهابيين والمتطرفين وكل من يدعمهم ويساندهم من شذاذ الآفاق». وتابع: «الشارع فوضنا ونحن بإذن الله سنلبي النداء ولن نخذل شعبنا وسنقوم بسحق الإرهابيين التكفيريين وتدميرهم»، مطالباً الليبيين ب «دعم جيشهم في هذه المرحلة التاريخية». وتلا محمد الحجازي البيان رقم 4 للمجلس العسكري الأعلى مطالباً «بالتحاق كل العسكريين فوراً بمعسكراتهم»، وقال إن «مَن يتأخر عن الالتحاق خلال 48 ساعة ستُتخذ ضده إجراءات قانونية صارمة». وأتى تحرك الليبيين أول من أمس، استجابةً لتحرك ضباط الجيش الليبي المتقاعدين والمنشقين على قيادة الأركان، إلا أنهم حرصوا على التعبير عن تأييدهم للجيش الذي ينبغي أن يكون حامي الوطن، مطالبين بإعادة بناء الشرطة التي يجب أن تحافظ على أمن المواطن وحماية مؤسسات البلاد من العناصر المارقة، إذ إن بعض المساجين الذين كانوا يقضون أحكاماً طويلة بالسجن، انتهزوا فرصة حال الفوضى التي سادت إبان سقوط نظام معمر القذافي ببضعة أشهر فخرجوا من سجونهم ونشروا الرعب في المدن واستولوا على ممتلكات الأهالي وخطفوا بعضهم مقابل الحصول على فدى. كما تظاهر الليبيون في طرابلس وبنغازي وطبرق والبيضاء وسبها وغيرها من المدن، دعماً لانتخاب برلمان جديد يحل محل المؤتمر الوطني العام ويستلم السلطة ويشكل حكومة طوارئ. من جهة أخرى، واصلت هيئة ال «ستين» المنتخبة لصياغة مشروع الدستور الدائم للبلاد، عقد جلساتها في مقرها الدائم في مدينة البيضاء، من دون أن تصدر موقفاً واضحاً من تصريحات حفتر. وكانت أعلنت في وقت سابق وقوفها على الحياد مما يجري، كونها «هيئة مستقلة ولا سلطان عليها سوى الضمير، والشعب الذي انتخبها». ووعدت في بيان متلفز بمتابعة «العمل الذي انتخبها الشعب من أجله»، مؤكدةً سعيها إلى صياغة دستور جديد يكون على مستوى تطلعات الليبيين. على صعيد آخر، أفاد مصدر مأذون له من المؤتمر الوطني العام ل «الحياة» بأن «أعضاء من المؤتمر يبلغ عددهم حوالى 21 عضواً يعملون على الترشح لعضوية البرلمان الجديد، ومنهم عبد الرحمن السويحلي ومحمد أبوسدرة وجمعة السائح وخالد المشري»، الذي وصف المتظاهرين في ميدان الشهداء في طرابلس أول من أمس، بأنهم «مغرر بهم».