أكدت المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي في بروكسيل، رفض الجانبين برنامج الأسلحة الكورية الشمالية، والتمسك بضرورة تنفيذ الاتفاق النووي الموقع مع إيران بالكامل. كما ناقشوا التحديات الأمنية التي تطرحها تدخلات طهران في الشؤون الداخلية لدول في الشرق الأوسط. وكان لافتاً تبنّي تيلرسون لهجة متفائلة وسط تساؤلات متزايدة في شأن بقائه في منصبه بعد انتقاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعض مواقفه في الأسابيع الأخيرة. وهو دافع عن أسلوب إدارته لشؤون الوزارة قائلاً: «على رغم أننا لم نحقق انتصارات حتى الآن، أؤكد أننا في موقع أفضل كثيراً مما كنا عليه قبل عشرة أشهر من أجل النهوض بمصالح أميركا في العالم». وفيما ركز تيلرسون على السياسات التوسعية لإيران، تحدثت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني عن رفض الاتحاد الأوروبي أي مسٍّ بالوضع القانوني للقدس الذي «يجب أن يُحل عبر التفاوض»، في وقت تزداد المخاوف من أن يعترف ترامب بالمدينة عاصمة لإسرائيل التي احتلتها وأعلنت ضمها. وعقدت موغيريني وتيلرسون اجتماعاً ثنائياً، تلاه لقاء الوزير الأميركي نظراءه الأوروبيين في بروكسيل. وأعلنت أن المحادثات شملت أربع قضايا، في مقدّمها مسيرة السلام في الشرق الأوسط، مؤكدة «مساندة الاتحاد الأوروبي استئناف مفاوضات حقيقية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية من أجل التوصل إلى حل الدولتين، وضرورة تفادي أي عمل قد يهدد هذا الهدف». وتابعت: «يجب البحث عبر المفاوضات عن حل لمسألة صفة القدس كعاصمة لدولتين، ما يسمح بتحقيق تطلعات كلا الجانبين». ويبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أزمة مسيرة السلام مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في بروكسيل الإثنين المقبل. وحرصاً على «الحياد» في الدعوات، أوضحت موغيريني أن الاتحاد سيدعو الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى اجتماع مقرر في كانون الثاني (يناير) 2018. وفي شأن مستقبل الاتفاق النووي المبرم بين إيران والدول الكبرى عام 2015، أكد تيلرسون «استمرار الجهود المشتركة بموجب الاتفاق النووي، وضرورة تنفيذه بالكامل». لكنه أصرّ على أن إيران تنفذ أعمالاً تهدد استقرار المنطقة، بينها إطلاق صاروخ باليستي من اليمن في اتجاه الأراضي السعودية، والذي نعتقد بأن مصدره الصناعي إيران. كما أنها تدعم الحوثيين لزعزعة استقرار اليمن، وتصدّر أسلحة وميليشيات إلى سورية، وتواصل تقديم دعم إلى حزب الله، وهو منظمة إرهابية. لذا، لا يمكن تجاهل نشاطاتها في المنطقة، ولا يمكن أن تظل هذه الأفعال بلا رد». وأوضح أن الولاياتالمتحدة «تنوي مواصلة اتخاذ خطوات للضغط على إيران كي تفهم أن أفعالها غير مقبولة. وهي تتطلع إلى العمل مع الشركاء الأوروبيين في هذا الاتجاه، لأن إيران تشكل تهديداً للقيم التي تجمع الجانبين». واتفق الطرفان على دعم مسار مفاوضات جنيف لحل النزاع في سورية على أساس قرار مجلس الأمن الرقم 2254. وأطلعت موغيريني وزير الخارجية الأميركي على الأعمال التحضيرية التي سينفذها الاتحاد الأوروبي من أجل احتضان مؤتمر «مستقبل سورية» الثاني في بروكسيل الربيع المقبل.