أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني اليوم (الإثنين)، أنها ستزور واشنطن مطلع شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، للدفاع عن الاتفاق النووي الإيراني، بعدما هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب منه. وقالت موغيريني إنها ستكون في واشنطن «في مطلع تشرين الثاني (نوفمبر)»، لحض أعضاء الكونغرس الأميركي على عدم الانسحاب من الاتفاق التاريخي المبرم العام 2015، والذي يحد من أنشطة إيران النووية مقابل رفع بعض العقوبات عنها. وتعهد الاتحاد الأوروبي اليوم بالدفاع عن الاتفاق، وحض أعضاء الكونغرس الأميركي على عدم العودة لفرض العقوبات، بعد أن اختار الرئيس الأميركي عدم المصادقة على التزام طهران الاتفاق. وقادت ألمانيا وفرنسا الأصوات المحذرة للولايات المتحدة، من أن أي إضعاف للاتفاق الذي يمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية قد تكون له عواقب وخيمة على السلام. وقال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل للصحافيين قبل اجتماع مع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي «نشعر نحن الأوروبيين معاً بقلق بالغ من أن يقودنا قرار الرئيس الأميركي إلى مواجهة عسكرية مع إيران». وعقدت فيدريكا موغيريني، التي رأست المرحلة الأخيرة من مفاوضات الاتفاق، محادثات مغلقة في شأن كيفية تعامل دول الاتحاد مع هذا الأمر، ومن المقرر أن يبحث الوزراء كذلك كيفية التعامل مع برنامج إيران الصاروخي. وأكدت موغيريني إنه اتفاق ناجح، في حين شهدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران ملتزمة الاتفاق الذي قال ترامب إنه «أسوأ اتفاق جرى التفاوض عليه على الإطلاق». وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان للصحافيين «منع الانتشار (النووي) من العناصر الأساسية المتعلقة في الأمن العالمي والإضرار به سيكون مضراً للغاية». وأضاف «نأمل ألا يعرض الكونغرس الأميركي الاتفاق النووي الإيراني إلى الخطر». ويفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على بعض أفراد الحرس الثوري الإيراني، وهو ما أشار إليه ترامب الجمعة الماضي، وهو يعرض تفاصيل سياسة أكثر تشدداً تجاه إيران. ولدى حلف شمال الأطلسي درع صاروخي نشر حديثاً في رومانيا للتصدي لأي صواريخ إيرانية يحتمل إطلاقها، لكن حكومات الاتحاد تريد من إيران تفكيك ترسانتها الكبيرة. وتقول طهران إن صواريخها لأغراض دفاعية فقط. وقال عدد من حكومات الاتحاد الأوروبي، ومنها هولندا وبريطانيا، إن صواريخ إيران الباليستية وتدخلاتها في سورية واليمن تدعو إلى القلق، لكن الوزراء أكدوا أن التركيز حالياً يجب أن ينصب على إنقاذ الاتفاق النووي. ويعتبر الاتفاق المبرم مع إيران أكبر نجاح ديبلوماسي للاتحاد منذ عشرات السنين، وأبرم بعد محادثات استمرت 12 عاماً، ساعد ديبلوماسيو الاتحاد في بدئها واستمرارها. تداعيات أزمة كوريا الشمالية يشعر الكثيرون بالقلق من أن تتضرر سمعة الاتحاد الأوروبي كوسيط نزيه في عدد من الصراعات المستقبلية، إذا أعاد الكونغرس الأميركي فرض العقوبات على إيران، ما قد يؤدي إلى انهيار الاتفاق. ورفعت غالبية العقوبات التي كانت تفرضها الأممالمتحدة والغرب عن إيران قبل 18 شهراً، بموجب الاتفاق. ومازالت طهران تخضع إلى حظر سلاح تفرضه عليها الأممالمتحدة، وهو ليس جزءاً من الاتفاق. ومن المقرر أن يوافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم في بروكسيل على مجموعة جديدة من العقوبات الاقتصادية لفرضها على كوريا الشمالية، بعد أن أجرت بيونغيانغ تجربة نووية الشهر الماضي. ومازال عدد من الدول تأمل في تكرار اتفاق إيران مع كوريا الشمالية.