في مصر، إبان ثورة ال 25 من كانون الثاني (يناير) الماضي انقسم الرياضيون إلى فريقين، أحدهما مناصر لبقاء الرئيس السابق محمد حسني مبارك ما دفعهم للخروج في مظاهرات مؤيدة له، وأبرزهم مدرب المنتخب المصري حسن شحاتة ومدرب الزمالك حسام حسن وتوأمه مدير الكرة إبراهيم حسن، فيما كان هناك الكثير من النجوم أعلنوا معارضتهم للنظام وتأييدهم المطلق للمحتجين على غرار حارس منتخب مصر، نادر السيد الذي شارك في الثورة بقوة، إلا أن أكثر النجوم إثارة للجدل كان لاعب وسط الأهلي والمنتخب المصري محمد أبو تريكه صاحب الشعبية الجارفة في مصر والوطن العربي، إذ لم يظهر أبوتريكه إلا يوم «جمعة الرحيل»، وهو اليوم الذي أعلن فيه مبارك تخليه عن منصبه. ونال أبو تريكه انتقادات كبيرة على اعتبار أنه آثر الصمت ورفض إظهار موقفه المؤيد للثورة خشية بطش النظام السابق به، وتخلى النجم الكروي أبو تريكه عن صمته وكشف عن موقفه من الثورة المصرية بعد عاصفة الهجوم ضده في وسائل الإعلام المصرية، وأكد أن البعض وجه انتقادات لنجوم الكرة لعدم ظهور الكثير منهم في ثورة الشباب، في اعتقاد منهم أن بعض اللاعبين لم يكونوا يريدون للثورة النجاح، وهو اعتقاد خاطئ لأن هناك إجماعاً لدى نجوم الكرة المصرية أن ثورة شباب ال « 25 يناير» أعادت تصحيح الأوضاع وكانت نقطة فاصلة في تاريخ مصر، مشيراً إلى أنه حتى من خرج مؤيداً للرئيس السابق حسني مبارك كان يعبر عن رأيه في شخص مبارك وليس في نظامه بالكامل، وأشار أيضاً إلى ان سبب امتناعه عن الذهاب لميدان التحرير طوال أيام الاحتجاجات على رغم مساندته لأهداف الشباب، يعود إلى عدم رغبته في ركوب الموجة والقفز على إنجاز الشباب من ناحية، والإحراج الذي يشعر به تجاه الرئيس مبارك الذي طالما كرمه، وكانت بينهما لقاءات وأحاديث قصيرة عقب كل إنجاز يحققه المنتخب على المستوى القاري. وكان اللاعب الدولي محمد أبو تريكه أكد أنه كان مع الثورة واضطر للنزول إلى ميدان التحرير خلال جمعة التنحي فقط كرد فعل لشعوره بالصدمة عقب خطاب الرئيس مبارك، والذي أعلن خلاله الاكتفاء بتفويض سلطاته لنائبه عمر سليمان، وليس التنحي بشكل كامل، كما أكد اللاعب ذاته أنه شعر في التحرير وكأنه صغير للغاية أمام عمالقة من الشباب كانوا يقومون بعمل بطولي خارق، إذ شارك معهم فقط من خلال صلاة الجمعة، فيما واجهوا هم الموت طوال أيام. وفي سياق متصل، هناك بلدان عربية أخرى عاشت مثل هذا الانقسام في المواقف السياسية للرياضيين من مختلف القضايا، كما حدث في الجزائر في الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2004 بين الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة ومنافسه الرئاسي آنذاك علي بن فليس، إذ اختار العديد من اللاعبين والمدربين ورؤساء الأندية الوقوف في صف الرئيس، بينما فضل آخرون المغامرة مع منافسه.