تركزت المواقف في لبنان أمس على الاحداث الجارية في سورية واتهام دمشق «تيار المستقبل» بالضلوع فيها، اضافة الى موضوع تأخير تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. ورأى الرئيس السابق للحكومة سليم الحص في تصريح باسم «منبر الوحدة الوطنية»، أن «الحكم السوري يتعرض لحملة عنيفة من التهجم»، وقال: «نحن نحترم رأي الآخر انسجاماً مع التزامنا أحكام الديموقراطية، إلا أن هذه الحملة تحدونا إلى الرد عليها ديموقراطياً بالقول: لكم أن تقولوا ما تشاؤون عن النظام السوري إلا أنكم لا تستطيعون أن تنكروا أن سورية تنعم بنظام يتمتع أكثر من أي نظام عربي آخر بالممانعة العنيدة في مواجهة العدوان الصهيوني على الأمة العربية». وأضاف: «النظام السوري لم يوقع كما وقع آخرون على اتفاقات مع إسرائيل تسيء إلى القضية العربية والحق العربي في فلسطين كما لم يخط خطوة واحدة خروجاً على مبدأ المقاطعة الجازمة للعدو الصيهوني. وهذا ليس بالأمر الهيّن في الوقت الذي وقعت بعض البلدان العربية الشقيقة مثل هذه الاتفاقات مع إسرائيل أو انفتحت على الدولة العبرية». وتمنى الحص أن «يوفق النظام السوري الشقيق في محاولاته الجدية لتجاوز حال الاضطراب التي تواجهه وتواجه أنظمة عربية أخرى من جراء الإستفاقة الشعبية العربية التي انطلقت من تونس ومصر. فالإجراءات السورية في هذا الإطار، بدءاً بإلغاء حال الطوارىء ومروراً بإجراءات لتعزيز حرية الرأي والعمل والتحرك هي في محلها. ونرجو أن تواصل السلطة السورية مسيرتها الإصلاحية هذه حتى تحقيق الحرية المطلقة للكلمة كما للتحرك الفردي والجماعي. فهذا ما يستحقه الشعب السوري الكريم وما يجعل من الشقيقة سورية قدوة لا بل رائدا على الصعيد العربي العام». وزاد: «نقول إلى الذين يتربصون بالشقيقة سورية شراً ويتمنون لها سوء العاقبة أن الوضع في لبنان والوضع في سورية من التداخل والتفاعل في ما بينهما على وجه يجعل من لبنان ساحة مكشوفة لكل ما قد تتعرض له سورية من سوء لا قدر الله. فلنا في لبنان مصلحة مباشرة في سلامة الأوضاع وإيجابية التطورات في الشقيقة سورية. لذا فإن الشعار المألوف والقائل بأن أمن سورية من أمن لبنان وأمن لبنان من أمن سورية إنما يجسد حقيقة ناطقة». وأمل الحص أن «تبادر السلطة في لبنان فتستبق أي تطورات على هذا المستوى بالدعوة إلى حوار وطني واسع لمناقشة ما يجب أن يتخذ من خطوات في سبيل ترجمة الحرية التي يتمتع بها الشعب اللبناني ممارسة ديموقراطية صحيحة فعالة، وإلى تجاوز الحال المذهبية والطائفية المدمرة التي تتحكم بأوضاعه، وإلى تضييق شقة الفجوات التي تباعد بين فئات الشعب في الدخل ومستوى العيش». وتمنى وزير الاشغال العامة والنقل قي حكومة تصريف الاعمال غازي العريضي ان «تتم ولادة الحكومة قريباً وبخلقة كاملة لأن من المعيب ما يجري أياً كان المسؤول عن التأخير فهو يصيب نفسه ويعرضها للانتقاد وتحمل المسؤولية في ظل فوضى عارمة تعيشها البلاد». وشدد خلال جولة قام بها برفقة عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم على قرى العرقوب، على ان «الفريق الذي اختار تسمية رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي مطالب بإنتاج حكومة بأسرع وقت ممكن أمام ما نشهده من تحديات ومخاطر في المحيط والداخل وأمام ما نشهده من تحويل البلد الى مشاع واستباحته». ورأى عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر ان «هناك نوعاً من التريث الاقليمي في موضوع تأليف الحكومة وليس هناك أي تفسير آخر». وأسف الجسر في حديث الى اذاعة «لبنان الحر»، «للهجوم الذي تشنّه سورية على تيار المستقبل، لا سيما أن مواقف التيار كانت واضحة جداً وخصوصاً بعد زيارة الرئيس سعد الحريري لدمشق اذ اتخذنا قراراً بعدم التدخل أو التصريح في الشأن السوري». وأكد عضو «جبهة النضال الوطني» النائب علاء الدين ترو ان «ليست لنا أي مصلحة ان ندخل بأي محور»، مشيراً الى «ان تشكيل الحكومة يتأثر بما يجري حولنا ولكن هناك مشكلة داخلية حول شهوة الاستيزار»، معلناً ان «هناك الكثير من التعقيدات الداخلية». وزاد: «لسنا فريقاً واحداً يريد تشكيل الحكومة اليوم بل افرقاء عدة ونحن لسنا ضمن فريق 8 آذار».