اتسمت المواقف السياسية في لبنان، من الأكثرية والمعارضة، بطابع ايجابي حول عملية تشكيل الحكومة العتيدة برئاسة سعد الحريري. واجمعت معظم المواقف على اعتبار الاسبوع الحالي «حاسماً» في هذا الأمر. وتوقع عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» وزير السياحة ايلي ماروني أن «تعلن ولادة الحكومة الجديدة بعد عودة رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) من زيارته لاسبانيا»، موضحاً أن «هذا الاسبوع يتم فيه البحث في الأسماء والحقائب والأجواء الاقليمية والداخلية مريحة». «اللقاء الديموقراطي» ووصف عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب مروان حمادة الاسبوع الحالي بأنه «مفصلي لجهة تشكيل الحكومة»، مؤكداً «ثلاث مسلمات هي: حكومة الوحدة الوطنية ومشاركة المعارضة فيها على قاعدة 15-10-5». وقال ل «صوت لبنان»: «لا عودة الى ما قبل 6 حزيران (يونيو/ تاريخ الانتخابات) ووجوب احترام الدستور ونتائج الانتخابات، وعدم تجاوز 20 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري لتشكيل الحكومة وإلا سنقع مجدداً في مسلسل التأجيل الذي سيطاول هذه المرة المجلس». وتمنى «تشكيل الحكومة هذا الاسبوع»، مشيراً «الى ان ذلك لا يعني ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وكل من رعى الملف اللبناني سيحددون الاسماء والحقائب، فالامر لبناني ويجب ان يبقى لبنانياً». وأكد رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب روبير غانم أن «المناخ العام ايجابي»، معتبراً «أنه لا يجوز في كل مرة أن نلجأ الى الخارج لتأليف الحكومة على رغم ترحيبنا بكل تقارب عربي». وعن ربط انتخاب اللجان البرلمانية بتشكيل الحكومة قال: «من حيث المبدأ ومن حيث القانون والدستور، لا علاقة لولادة الحكومة بانتخاب اللجان النيابية»، مشيراً الى ان «النظام الداخلي لمجلس النواب أجاز انتخاب اللجان النيابية خلال الجلسة الاولى من العقد الاول». «المستقبل» وأمل عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر بأن «يكون الاسبوع الحالي حاسماً على صعيد تأليف الحكومة»، متمنياً «ألا تتعقد الامور كي لا ندخل في ازمة مفتوحة». وأشار في حديث الى موقع «المستقبل» الالكتروني الى أن «اعتبار الاسبوع الحالي حاسماً ينطلق من المناخ السياسي الصالح الذي وفرته القمة السعودية – السورية لتسهيل عملية تأليف الحكومة في لبنان، بالتوازي مع ما سبقها من تواصل لبناني – لبناني من خلال الحوار الحكومي الذي يقوده الرئيس المكلف سعد الحريري، والذي يجمع كل الاطراف على إيجابيته وجديته». ورأى عضو الكتلة نفسها النائب عمار حوري، في حديث الى إذاعة «الشرق»، أن «الظروف أصبحت اليوم أفضل من ذي قبل بعد انتهاء القمة السورية - السعودية في دمشق، وأصبحت الأجواء ايجابية، علماً أن عملية تشكيل الحكومة هي لبنانية مئة في المئة». وأوضح أن «التعقيدات لا تزال موجودة، ولكن النيات باتت أكثر وضوحاً باتجاه الحلحلة». وأوضح حوري أن «محاولة البعض الحديث عن أمور حسمت وتتعلق بالمداورة أو بتوزير الراسبين فيها تكبيل لعملية تشكيل الحكومة، فلا شروط مسبقة في عملية التشكيل التي يجب ان يواكبها اسلوب الكتمان الذي يتبعه الرئيس المكلف لنجاح الخطوة، ومحاولة الوصول الى استنتاجات مسبقة فيها ايضاً عرقلة لعملية التشكيل». ورأى عضو الكتلة نفسها النائب رياض رحال أن «كل تقارب بين الدول العربية ينعكس ايجاباً على المنطقة ولبنان، وان القمة العربية السعودية - السورية تمنع التشجنات وتساعد في المشاورات والمفاوضات التي يقوم بها الرئيس الحريري». وسأل: «ما المطلوب من الرئيس الحريري أكثر مما قدم من تنازلات عن الثلثين وعن النصف زائداً واحداً؟ وهو لم يوزر أحداً من تياره، كما قدم وزراء للمعارضة؟». وقال ل «تلفزيون لبنان»: «على اللبنانيين ألا يصوروا للعالم اننا غير راشدين واننا لا نستطيع ان نختار 30 شخصاً من كل الطوائف لادارة لبنان، وعليهم تغليب مصلحة». المعارضة وفي مواقف المعارضة، رأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي أن «الخارج العربي ليس ملاماً اليوم اذا قصر اللبنانيون في الاستفادة من الفرصة المتاحة من اجل تحقيق التفاهم، في ما يؤدي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية في أقرب وقت». واعتبر الموسوي أن «الادارة الاميركية لا تريد حكومة وحدة وطنية وانما تدفع كما كانت تدفع من قبل الى انتخابات بالنصف زائداً واحداً، وتريد دفع اللبنانيين الى نزاع في ما بينهم عبر حث الذين يعنون اليوم بتشكيل الحكومة نحو تشكيل حكومة أكثرية لا حكومة وحدة وطنية». وخاطب الرئيس المكلف بقوله: «بوسعك ان تتجاوز الضغوط الاميركية والعربية كذلك اذا كانت هناك ضعوط عربية متسلحاً في ذلك بزيارة العاهل السعودي لدمشق لا سيما ما تم في الزيارة من تبادل لأرفع الاوسمة بين الرئيس والملك». وأكد «أننا نبدي الاستعداد الكامل للتعاون من اجل التوصل الى تفاهم يسمح بتأليف قريب لحكومة وحدة وطنية». ورأى الموسوي «إن النقاش في المسألة الحكومية يجب أن يكون في هذه المرحلة حول توزيع الحقائب، لا أن يجري النقاش في صيغة ال 15-10-5 التي يجري التأسيس عليها، كما أن العقبات الأساسية في الأسماء قد تم تجاوزها، وبالتالي يفترض في وقت قريب أن نتمكن من تأليف حكومة وحدة وطنية». وأوضح أن لقاء نصرالله - جنبلاط «يأتي في سياق التفاهمات التي تؤدي إلى المصالحات بما يعيد الحياة السياسية إلى إطارها الطبيعي، ويخرجها من أي محاولة لإعطائها بعداً غير سياسي». وأمل عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي عسيران بأن «تستمر الجهود للتوصل الى حكومة ترضي طموحات اللبنانيين وتتمكن من ايجاد حالة قيادية لينتمي لها هذا الشعب بعد طول معاناة»، مستبشراً «خيراً قريباً». «التغيير والإصلاح» وأعلن عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النائب نبيل نقولا أن «تأليف الحكومة حتى الساعة يجري كما هو متفق عليه بين الرئيس المكلف سعد الحريري والعماد ميشال عون»، مشيراً إلى أن «الأمور تجري خارجاً عن الإعلام تحاشياً للعرقلة ومن أجل الوصول إلى نتيجة». وأكد أن «اللقاء بين العماد عون والرئيس المكلف يعود قراره إلى كل من الطرفين، وعندما يصبح الوقت مناسباً يبحثان في أمور الحقائب والأسماء». وقال: «قد يصلون إلى حكومة وحدة وطنية إذا لم يحصل أي تعطيل من قبل الأفرقاء الذين يراهنون على المشروع الأميركي عبر رفض تشكيلة ال 15-10-5، علماً أن السفيرة الأميركية هي المايسترو الذي يدير الأمور كلها». وأكد عضو التكتل نفسه النائب فريد الخازن أن «المؤشرات الخارجية والداخلية تتحدث عن نضوج الملف الحكومي»، واصفاً الاسبوع الحالي ب «الحاسم لجهة عملية التشكيل». وشدد على أن «اجواء بناء الثقة القائمة كان لها تاثير إيجابي»، مشيراً الى «تذليل بعض العقد»، ونافياً في الوقت عينه ان «تكون وزارة الاتصالات هي العقدة بحد ذاتها».