حمل سياسيون في المعارضة اللبنانية على الموقف الذي اتخذه لبنان في مجلس الامن حيال بيان الإدانة للقمع السوري ضد المحتجين في سورية، وانتقدوا في الوقت نفسه تعامل السلطات اللبنانية مع حادث الاعتداء الدامي على متظاهرين تجمعوا سلمياً امام مقر السفارة السورية في محلة الحمرا في بيروت من قبل عناصر حزبيين. وقال عضو كتلة «المستقبل» النيابية محمد الحجار، إن «ما حصل في شارع الحمرا امر مرفوض بالكامل طالما نحن نحترم النظام الديموقراطي». وقال: «كان يجب على الدولة ألاّ تسمح لمجموعة من «الشبيحة» بأن تتصرف بالطريقة عينها التي تجري في سورية». واعتبر ان «اتخاذ لبنان موقفاً بالنأي عن بيان الادانة للقمع الدموي في سورية لا يعني الرفض ولا التأييد لهذا القرار الرئاسي، وان كنا نرغب ونتمنى ان يكون موقف لبنان الرسمي معبراً عن تطلعات ورغبات شريحة كبيرة من اللبنانيين ويستجيب في الوقت عينه لآمال الشعبين اللبناني والسوري»، وزاد: «بقدر ما نصر على الاستجابة لرغبات هذه الشعوب كذلك نصر على منع الفتنة والحفاظ على الوحدة الداخلية في كل بلد عربي». واستغرب عضو كتلة نواب «الكتائب» ايلي ماروني النأي اللبناني، وقال لإذاعة «الفجر» التابعة ل «الجماعة الاسلامية»: «هل شعب سورية غير شعب مصر وليبيا وتونس؟»، ورأى أن الحكومة تصرفت «كحكومة اللون الواحد»، داعياً الى «ألاّ ينفرد فريق واحد بالسياسة الخارجية». ورحب رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون بالبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن، لكنه اعتبر أن نأي لبنان عن التصويت «يظهر في شكل واضح حقيقة هذه الحكومة لجهة انصياعها التام لإرادة النظام السوري، الذي كان وراء قيامها وتشكيلها»، مؤكداً «حق الشعب السوري في العيش بحرية وكرامة». ولفت عضو المكتب السياسي ل«تيار المستقبل» مصطفى علوش، إلى أنَّ «سيطرة قوى 8 آذار على قرار الخارجية اللبنانية يجري بالتنسيق مع النظام السوري، وهذا جزء من التبعية لهذا النظام»، ورأى أنَّ «موقف لبنان في مجلس الأمن يعطي إشارة إلى أنَّه عاد إلى ظل الوصاية السورية من جديد، ولا يمكننا لوم هذه الحكومة، فهي تقوم بالدور المطلوب منها». وقال منسق الامانة العامة ل «قوى 14 آذار» فارس سعيد: «أثبتت حكومة «حزب الله-نجيب ميقاتي» أنها ستعيد لبنان عهوداً الى الوراء، ففي أول ظهور لها على مستوى السياسة الخارجية، أكدت أنها تضرب إنجاز الاستقلال الثاني بإعلان صريح عن بداية زمن وصاية السفارة بعد انتهاء عهد وصاية عنجر». وطالب سعيد رئيسي الجمهورية والحكومة «باستدعاء السفير السوري فوراً وتنبيهه الى ان الدور الذي يلعبه يشبه الدور الامني الذي كان يلعبه رستم غزالي في السابق». وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي دعوة وقّع عليها مثقفون وفنانون واعلاميون لبنانيون إلى تجمّع في التاسعة مساء الاثنين المقبل أمام تمثال الشهداء (ساحة الحرية) لإضاءة الشموع «لنرسل من خلال شهداء 6 أيار اللبنانيين والسوريين رسالة تضامن الى الشعب السوري الشجاع والنبيل».