نفذ «حزب التحرير- ولاية لبنان» امس التظاهرة التي كان دعا اليها قبل ايام تحت عنوان «النُّصرة لثورة الشام من طرابلس الشام». وانطلقت التظاهرة وسط اجراءات امنية مشددة اتخذتها عناصر الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، قرابةَ الواحدة والنصف ظهراً من أمام الجامع المنصوري في اتجاه ساحة النجمة التي تبعد نحو 200 متر من الجامع، بعدما قطع عناصر من قوى الامن الداخلي ومكافحة الشغب كل الطرق المؤدية من المسجد الى ساحة النور، وأبقوا على طريق واحد مفتوحاً بينهما. وشارك في التظاهرة نحو 250 شخصاً، تقدَّمَهم الشيخ داعي الإسلام الشهال، رئيس المكتب الاعلامي في الحزب أحمد قصص، ومناصرون انطلقوا من امام الجامع في اتجاه الساحة، في ظل انتشار للعناصر الامنيين في محيط المسجد وعلى أسطح المباني، فيما انتشر عناصر الجيش اللبناني في الأحياء الرئيسية للمدينة ومحيطها، ولوحظ انتشار لعناصر الدفاع المدني والإطفاء. ورفع المتظاهرون رايات سوداً، وأطلقوا هتافات ضد ب «النظام السوري القمعي» ودعوات الى «مساندة الشعب السوري في حركته السلمية»، وردّدوا: «الدم المسلم واحد في كل العالم العربي»، و «الأمة العربية الإسلامية تريد خلافة إسلامية». وفي ختام التظاهرة، ألقى المختار وليد درنيقة كلمة خاطب فيها المشاركين، قائلاً إن «التاريخ سيسجل لكم اليوم بداية إقامة الخلافة الاسلامية»، داعياً الى «مناصرة اهل الشام». ثم ألقى الشهال كلمة لفت فيها الى ان المرحلة صعبة، مؤكداً ان «التآمر على الأمة له أشكال مختلفة لن نتمكن من وقفها الا بتوحيد الكلمة»، وأشار الى ان «نصرة اخواننا واجب علينا، هنا وفي كل مكان»، واعتبر ان «من أراد لنا الخير أحببناه، ومن أراد الظلم ستكون الميادين بيننا». ودعا قصص بدوره الجيش السوري الى «عدم إطلاق النار على المتظاهرين»، وطالب بإقامة الخلافة الاسلامية. وأعلن عن نية الحزب «إقامة الصلاة والتضامن مع أهل سورية كل يوم جمعة في الجامع المنصوري الكبير». الشعار في المقابل، اعتبر مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، أن تظاهرة «حزب التحرير لم تأت من تيار له فاعليته أو حضوره أو تأثيره على الأرض، سياسياً أو شعبياً». وأشار في حديث إلى «صوت لبنان»، الى أن حزب التحرير «حصل على ترخيص بعد نحو ستين عاماً من المطالبة به، وقد حاز عليه من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، بحجة أن العمل فوق الطاولة أفضل من العمل وراء الستار». ورأى «أن هدف الحزب هو إقامة الخلافة الاسلامية، سواء في لبنان أو في أي بلد آخر»، وأكد «أن هذا التفكير بعيد من منطقتنا ومن المنطقة العربية». وشدد على «أن التيارات الإسلامية الفاعلة التي لها تأثير لم تتجاوب مع الدعوة الى التظاهر في طرابلس». وأشار الى «أنه بعد المشاورات والاتصالات والحوار، تم التوصل الى التظاهر والتجمع في المسجد المنصوري الكبير في طرابلس، كي يعبِّروا عن رأيهم من دون حصول تحد للتيارات السياسية الأخرى التي لا تعنيها هذه التظاهرة مطلقاً». ونفى وجود «أيِّ تخوف من أي تصادم، لأن الجميع وضعوا في أجواء أن حماية لبنان وطرابلس أولوية لا مساومة عليها، وهذا المناخ لم يرفضه أحد من سائر الأطراف».