شهدت عاصمة شمال لبنان طرابلس، توترا شديدا وحملة إجراءات أمنية مكثفة من قبل الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، تحسبا للتظاهرة التي سيقوم بها اليوم حزب التحرير الأصولي ضد النظام السوري ودعما لما يسميه "ثورة الشام". وصدرت العديد من المواقف في بيروتوطرابلس محذرة من التدخل في الشؤون السورية وتعريض الاستقرار للخطر. وذكرت معلومات أن حملة أمنية طالت العديد من عناصر حزب التحرير بلغ عددهم 16 شخصا على خلفية تحرك الحزب المناقض للقوانين المرعية. وأكد رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير أحمد قصص خلال مؤتمر صحفي أن محاولة قمع المظاهرة "أتت بإيعاز من النظام السوري إلى بعض الأجهزة الرسمية والأحزاب الموالية للنظام السوري في لبنان"، مؤكداً أن "المشاركين في المظاهرة غير آبهين وسيخرجون بعد الصلاة من المسجد مباشرة إلى الشوارع المتصلة بساحة النور". وفي سياق متصل، عقد اجتماع أمني أمس برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وبحضور قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الأمن اللواء أشرف ريفي ووزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال زياد بارود. وفي الإطار نفسه أكد تيار المستقبل أن "بعض الجهات الإعلامية والسياسية تعمل على زجّ اسم التيار في بعض الدعوات للتظاهر تحت مسمّى "التضامن مع الشعب السوري"، مشدداً على أن لا علاقة له بمثل هذه الدعوات. وأهاب تيار المستقبل في بيان بمناصريه إلى "الالتزام بتوجهات رئيسه سعد الحريري لجهة الالتزام بمقتضيات الاستقرار الداخلي وعدم الانجرار وراء أية دعوات مرفوضة بالنسبة للتيار". وذكر شهود عيان في الشمال أنَّ "المنطقة الواقعة على الضفة السورية لمجرى النهر الكبير، شهدت دوريات أمنية حيث قامت وحدات من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بحملة تفتيش على الضفة اللبنانية لمجرى النهر". الى ذلك ذكرت مصادر متطابقة أن شخصين قتلا وجرح آخران خلال اشتباك بين عناصر من الشرطة وسكان بشأن مخالفات بناء في جنوب لبنان. وقال مصدر طبي إن "مدنيين قتلا بالرصاص وسقط جريحان عند المدخل الجنوبي لمدينة صور". وقال شهود عيان إن مجموعة من الشبان قاموا بإحراق آلية للشرطة احتجاجا على أوامر بوقف ورشة بناء مخالفة قرب المدخل الجنوبي لصور.