مرت التظاهرة التي دعا اليها «حزب التحرير الإسلامي» في طرابلس أمس تحت شعار «النصرة لثورة الشام من طرابلس الشام» بسلام، وشارك فيها نحو 250 شخصاً ولم يتخللها أي إشكال أمني وبقيت محصورة في ساحة النجمة الواقعة في جوار الجامع المنصوري الكبير الذي انطلق منه المتظاهرون بعد أداء صلاة الجمعة باتجاه الساحة ملتزمين الاتفاق الذي توصل اليه الحزب مع قيادة الجيش اللبناني في منطقة الشمال والقاضي بصرف النظر عن التوجه الى ساحة النور (ساحة عبدالحميد كرامي سابقاً) التي كان اختارها الحزب للتجمع فيها والتي تبعد عن الجامع كيلومتراً. وتبين من الحشد الذي سار في التظاهرة ان بعض الأطراف السياسية في طرابلس حاول تضخيم حجم المشاركة من خلال إقحام أسماء قوى سياسية فيها وتحديداً «تيار المستقبل» بزعامة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، خصوصاً أن المشاركة اقتصرت على محازبين من «حزب التحرير» وشخصيات تتزعم مجموعات متشددة إضافة الى داعي الإسلام حسن الشهال. وقدرت الأجهزة الأمنية اللبنانية عدد الذين لبوا الدعوة ب 250 شخصاً من أصل نحو 800 شخص أدوا صلاة الجمعة في المسجد المنصوري الكبير. إلا أن المشاركة المتواضعة في التظاهرة لم تحجب الأنظار عن حجم الإجراءات والتدابير الأمنية التي اتخذتها القوى الأمنية اللبنانية من جيش وقوى أمن داخلي حولت عاصمة الشمال الى ثكنة عسكرية متجولة نجحت في إطباق سيطرتها على جميع المداخل المؤدية الى المسجد المنصوري وساحة النجمة الواقعة في محيطه وعزل مكان التجمع عن شوارع وأحياء طرابلس، علماً ان حجم الحشد لم يفاجئ القيادات السياسية الطرابلسية التي كانت تتوقع المئات باعتبار ان الجمهور المنتمي الى «المستقبل» التزم كلياً تعليمات قيادته بعدم المشاركة أو الاقتراب من ساحة النجمة. وأكد شهود عيان ل «الحياة» ان المتظاهرين تفرقوا في خلال دقائق معدودة بعد أن رددوا هتافات ضد النظام السوري واستمعوا الى خطاب مكتوب لمسؤول الإعلام في «حزب التحرير» أحمد قصص أكد فيه تضامن الحزب مع المشاركين في «ثورة الشام». وشدد على ضرورة «محاكمة الضباط السوريين الذين أطلقوا النار على المسالمين الذين ساروا في مسيرات احتجاجية في عدد من المدن والبلدات السورية». وفي هذا السياق، عقد ليل أول من أمس لقاء في «بيت الوسط» شارك فيه إضافة الى الرئيس الحريري، رئيسُ حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع والنائب في «حزب الكتائب» سامي الجميل وعدد من قادة «قوى 14 آذار» والشخصيات المستقلة المنتمية اليها. وعلمت «الحياة» ان المشاركين استعرضوا الوضع العام في لبنان في ضوء ما يجري في سورية واطلعوا من جعجع على الأجواء التي سادت الاجتماع الماروني الرباعي الذي عقد أخيراً في بكركي بدعوة من البطريرك بشاره الراعي. وجدد المشاركون التزامهم الحفاظ على الأمن والاستقرار العام في البلد وتأكيدهم عدم التدخل في التطورات الجارية في سورية باعتبارها شأناً داخلياً، وبالتالي عدم إقحام لبنان في سياسة المحاور لما ستكون لها من ارتدادات سلبية على الوضع الداخلي فيه، إضافة الى دعمهم قرار السلطة اللبنانية عدم السماح بالتظاهر في طرابلس.