اعتبر الدكتور في مجال العلاقات الاقتصادية الدولية في الهند باوان اكروال اندفاع عدد من الجامعات للحصول على تصنيفات عالمية، لمحاكاة نموذج الجامعات البحثية أمراً خطيراً، كونه لا يتناسب مع رسالة جامعات التعليم الحكومي، التي تحتاج لمؤسسات تحمل رسائل مختلفة وتخدم مجموعة متنوعة من الطلاب المستفيدين من التعليم العالي. وقال اكروال في ورقة عمل قدمها في المعرض والمؤتمر الدولي الثاني للتعليم العالي أمس: «لإدارة مثل هذه المجموعة من المؤسسات، يجب أن يتم تصميم جهاز الدولة بطريقة لا تشجّع على الاستنساخ والتقليد»، مشيراً إلى أن الجامعات البحثية عادة ما تكون أكثر كلفة، وتموّل بشكل رئيسي من الحكومة، ويمكن أن يكون الطلاب هم مصدر تمويلها، فيجب أن يكون اعتماد المؤسسات ضد رسائلها الفردية وليس فرض معايير موحّدة عليها. وأضاف أن التعليم العالي اليوم يلبي حاجة الأيدي العاملة المتنوعة بشكل كبير، ومن المتوقّع أن يخدم هؤلاء الذين يتميزون بقدرات ذكاء متنوعة، فاستراتيجية أي دولة تسعى للحصول على نظام فعّال لتعليمها العالي يحقق لها توقعاتها، قد تشتمل على تشجيع أشكال وأوضاع مؤسساتية متنوعة، داعياً إلى تمويل المؤسسات المختلفة اعتماداً على حاجاتها. من جهتها، طالبت مديرة الجامعة الأميركية في باريس سيليست تشنك المؤسسات التعليمية بالتوحّد لمواجهة عدد من القضايا الملحّة، كتغيير المناخ والطاقة، والأمراض المعدية، مشيرة إلى أن النظر إلى مسألة التعليم كأساس للتنمية المستدامة اجتماعياً واقتصادياً وبيئياً. وأضافت: «القضية الوحيدة المعاصرة التي تجمع بين الجميع في وعاء واحد، اجتماعياً وأخلاقياً، اقتصادياً وعلمياً، نظرياً وتطبيقياً في ضوء التحدي العالمي، هي تلك الأمور المتعلقة بالبيئة»، مؤكدة أن مجتمع مؤسسات التعليم العالي العالمي المرتبط بفاعلية بالتقنيات المتطوّرة يمكنه أن يرسي أساساً قوياً لمستقبل مستدام من خلال تبادل المناهج، وبناء شراكات وتعاون في المجالات البحثية، وإظهار للقيادة الإدارية المميزة. وذكر مدير جامعة كينغستون في المملكة المتحدة بيتر سكوت أن الجامعات مطالبة بالمزيد من الالتزامات الأخلاقية والاجتماعية للسعي وراء الحقيقة، بغض النظر عن التداعيات الاقتصادية والسياسية الحالية، ولتعزيز قيم الاستقصاء النقدي، بحيث تتحمل مسؤوليات النظر إلى التنمية الأخلاقية لطلابهم والمعايير الأخلاقية للأبحاث التي يقومون بإجرائها. وأضاف أن نظام الجامعة العالمي يواجه بالضرورة عدداً من المشكلات الأخلاقية، التي تنشأ من التزامه بتخفيف حدة التوتّر المفترض بين التفوّق الأكاديمي والاندماج الاجتماعي، لافتاً إلى أن أنظمة كأنظمة الجامعة العالمية تستقطب أكثر الطلاب مقدرة وتحفيزاً. وأوضح أن نظام الجامعة العالمي يحاول تعظيم الإمكانات العلمية والأكاديمية للدولة من خلال استقطاب الموهوبين من الطلاب فقط متجاهلاً أصولهم الاجتماعية، بل يجب عليه تقديم نموذج للعدل الاجتماعي والتلاحم الوطني. ولفت إلى أن الجامعات تلعب دوراً رائداً في حشد المصادر الأكاديمية والعلمية للدولة في اقتصاد معرفي يمتاز بالتنافسية العالمية بشكل كبير، «وهو ما يجعل من المهم تضافر جهودهم البحثية مع الأبحاث الوطنية، والتنمية، والاستراتيجيات الابتكارية على نطاق واسع».