طالب المؤتمر الدولي للتعليم العالي في ندوته الرابعة أمس تحت عنوان (الاستراتيجيات والهيكلة والتنظيم في مؤسسات التعليم العالي) بتوحيد الجهود لمواجهة تغيير المناخ، الطاقة، الأمراض المعدية، والفقر. وطالبت مديرة الجامعة الأمريكية في باريس سليست تشنك المؤسسات التعليمية بالنظر بعين الاعتبار إلى القيم، الممارسات، الشراكات، التفكير الإبداعي والبحث العلمي كجزء بالغ الأهمية من رسالتها التي يفترض أن تعود على المجتمع الذي تنتمي إليه بالنفع الكبير، مؤكدة على ضرورة توحيد الجهود تجاه العديد من القضايا الملحة، كتغيير المناخ، الطاقة، الأمراض المعدية والفقر، وقالت «يجب النظر إلى التعليم كأساس للتنمية المستدامة اجتماعيا، اقتصاديا وبيئيا. وأكدت سليست أن القضية الوحيدة المعاصرة التي تجمع بين الجميع في وعاء واحد اجتماعيا وأخلاقيا، اقتصاديا وعلميا، نظريا وتطبيقيا في ضوء التحدي العالمي، هي المتعلقة بالبيئة، وراهنت على أن مجتمع مؤسسات التعليم العالي العالمي المرتبط بالتقنيات المتطورة، يمكنه أن يرسي أساسا قويا لمستقبل مستدام من خلال تبادل المناهج، وبناء شراكات وتعاون في المجالات البحثية، وإظهار القيادة الإدارية المتميزة. من جانبه، قال السير بيتر سكوت مدير جامعة كينجستون في المملكة المتحدة «إن الجامعات مطالبة بالمزيد من الالتزامات الأخلاقية والاجتماعية للسعي وراء الحقيقة، بغض النظر عن التداعيات الاقتصادية والسياسية الحالية، ولتعزيز قيم الاستقصاء النقدي، بحيث تتحمل مسؤوليات النظر بعين الاعتبار إلى التنمية الأخلاقية لطلابهم والمعايير الأخلاقية للأبحاث التي يجرونها». وأضاف: إن نظام الجامعة العالمي يواجه بالضرورة عددا من المشكلات الأخلاقية الناشئة من التزامه بتخفيف حدة التوتر المفترض بين التفوق الأكاديمي والاندماج الاجتماعي، مشيرا إلى أن أنظمة الجامعة العالمية تستقطب أكثر الطلاب مقدرة وتحفيزا. وزاد «لا ينبغي أن يحاول نظام الجامعة العالمي فقط تعظيم الإمكانيات العلمية والأكاديمية للدولة من خلال استقطاب الموهوبين من الطلاب فقط متجاهلا أصولهم الاجتماعية، بل يجب عليه في ضوء كون الجامعات هي قمة هرم المنظومة التعليمية برمتها، أن يقدم أنموذجا للعدل الاجتماعي والتلاحم الوطني، مشيرا إلى أن الجامعات تلعب دورا رائدا في حشد المصادر الأكاديمية والعلمية للدولة في اقتصاد معرفي يمتاز بالتنافسية العالمية بشكل كبير». من جهته، انتقد باوان اكروال منسق المبادرات الجديدة في جامعة الهند، «سعي عدد من الجامعات لمحاكاة أنموذج الجامعات البحثية»، واصفا ذلك ب«الاتجاه الخطير الذي لا يناسب رسالة جامعات التعليم العالي العامة والمحتاجة لمؤسسات تحمل رسالات مختلفة وتخدم مجموعة متنوعة من الطلاب والمستفيدين من التعليم العالي»، مقترحا تمويل المؤسسات المختلفة اعتمادا على احتياجاتها، وأضاف «الجامعات البحثية عادة ما تكون أكثر تكلفة، ويجب أن تمول بشكل رئيس من الحكومة، بينما المؤسسات المهنية التي تمتاز بقلة تكاليفها، قد يكون الطلاب هم مصدر تمويلها، فيجب أن يكون اعتماد المؤسسات ضد رسائلها الفردية وليس فرض معايير موحدة عليها». وزاد «أن التعليم العالي يلبي حاجة الأيدي العاملة المتنوعة بشكل كبير، ومن المتوقع أن يخدم هؤلاء الذين يتميزون بقدرات ذكاء متنوعة». وقد شهدت الجلسة التي حضرها عدد من القيادات الأكاديمية والجامعية من مختلف دول العالم، ورقة عمل أخرى من جوزيف ريتزن مدير جامعة ماسترخت في هولندا تناول فيها محور دور الهيلكة والتنظيم في التعليم