كانت سجى محمد (20 عاماً) متلهفة لصدور قرار وزارة التربية الأخير السماح لطلاب المرحلة الإعدادية الذين فشلوا في تجاوز الثانوية بسبب رسوبهم بمادة واحدة أو مادتين باستيفاء المادة وحدها، فهذا القرار سمح للكثيرين غيرها بالتخلص من همّ إعادة السنة الدراسية بكامل موادها. القرار يمنح طلبة السنة الأخيرة من الثانوية الذين رسبوا في مادة أو مادتين إمكان عدم الدوام في المدارس ودرسها في المنزل ومن ثم تأدية الامتحان بها في نهاية العام مع أقرانهم في امتحانات البكالوريا، وهو ما يسمح للطلاب الذين حصلوا على معدلات أعلى من المتوسط بالاحتفاظ بمعدلاتهم وعدم درس كل المواد بانتظار نتائج امتحان المادة. تقول سجى التي أدت امتحانات البكالوريا للمرحلة النهائية من الثانوية لعامين متتاليين أخفقت خلالها في النجاح بمادة الكيمياء، إذ حصلت على معدل 72 في المئة وكانت تخشى أن يهبط معدلها عن ذلك في حال اضطرارها لتقديم الامتحان بكل المواد مجدداً. وتضيف: «كنت مضطرة للمداومة في مدرستي في بداية العام الدراسي، وبعد قرابة شهر من الدراسة وصل القرار الى المدارس فتقدمت بطلب لاستيفاء المادة بدلاً من درسها مع بقية المواد وبات من حقي الاحتفاظ بمعدلي العام وأداء الامتحان في مادة الكيمياء فقط، ما يعني أنني في حال تمكنت من النجاح بدرجة عالية سأتمكن من دخول الجامعة ولن أضطر للدراسة في المعاهد الصغيرة والنائية». معظم الطلاب والطالبات في المدارس الثانوية يضطرون سنوياً لإعادة السنة الدراسية بأكملها لرسوبهم في مادة واحدة أو مادتين، على رغم أدائهم الامتحان مرتين أو ثلاثاً في حال السماح لهم بأداء امتحانات الدور الثالث. وفي حال انتظم هؤلاء في الدوام اليومي في المدارس مع زملائهم الجدد في السادس الإعدادي سيصبح من الصعب توفير مقاعد دراسية لهذا العدد الهائل من الطلاب سنوياً، لا سيما أن نسب النجاح في سنوات عدة مضت انخفضت في شكل كبير وهناك بين 30 -40 في المئة من الطلاب يعودون الى مقاعدهم الدراسية في السادس الإعدادي سنوياً. يقول أحمد ناجي (19 عاماً) وهو طالب في السادس العلمي لم يتمكن من اجتياز مرحلته بسبب مادة الرياضيات، إن قرابة نصف طلاب الفصل الدراسي الذي كان يحضره العام الماضي هم من طلاب العام الذي سبقه وأن بعض هؤلاء لم يجتازوا امتحانات هذا العام أيضاً. ويضيف: «لدينا مجموعة كبيرة من طلاب العامين أو الثلاثة الماضية، لذلك يبدو من الصعب الدراسة هذا العام مع هذا العدد الكبير من الطلاب ففضلت الاستفادة من قرار الاستيفاء على رغم أن مجموعي العام ليس مرتفعاً». يرى أحمد أن النجاح بدرجة متوسطة أو أقل أفضل من الرسوب، لذلك فهو لن يجازف بإعادة العام الدراسي ودرس كل المواد التي عانى كثيراً لتجاوزها في الامتحانات الماضية. قرار الاستيفاء أنقذ الكثيرين من الشباب هذا العام، ومنحهم فرصة جيدة للاحتفاظ بنجاحهم في بقية المواد ودرس المادة التي رسبوا فيها فحسب، من دون الانتظام في الدوام الصباحي أو المسائي في شكل يومي، وهذا الأمر وفر الوقت أيضاً على الطلاب، لكن القرار لم يشمل سوى الطلاب الذين رسبوا في مادة واحدة أو مادتين. أما الراسبون بثلاث مواد أو أكثر فلم يشملهم القرار وهم مضطرون لمواصلة الدرس في شكله التقليدي.