الخبر (السعودية)، لندن، سنغافورة، جاكرتا - رويترز - واصل النفط أمس ارتفاعه ليتجاوز 124 دولاراً للبرميل، وسط توقعات بتراجعه إلى 108 دولارات في الربع الثالث من العام الحالي. فالعقود الآجلة لمزيج النفط الخام «برنت» تجاوزت 124 دولاراً للبرميل، بعدما أظهر تقرير حكومي أن مخزون النفط الخام الأميركي انخفض على غير المتوقع الأسبوع الماضي. وأطلق التراجع الشديد للدولار موجة من الإقبال على الأصول التي تنطوي على مخاطرة، إذ سجل الدولار أدنى مستوى له في نحو ثلاث سنوات في مقابل سلة العملات، الأمر الذي جعل الخام المقوم بالدولار أقل تكلفة على المستهلكين مستخدمي العملات الأخرى. وسجل سعر عقود مزيج نفط «برنت» تسليم حزيران (يونيو) 124.52 دولار للبرميل مرتفعاً 67 سنتاً. كما ارتفع سعر عقود النفط الخام الأميركي 76 سنتاً إلى 112.21 دولار للبرميل. إلى ذلك، أظهر استطلاع أجرته وكالة «رويترز» أن من المتوقع أن تتراجع أسعار النفط الخام إلى 108 دولارات للبرميل في المتوسط في الربع الثالث من العام الحالي، إذ يتوقع المحللون أن تضرّ المستويات المرتفعة حالياً والقريبة من 124 دولاراً بالطلب والنمو الاقتصادي. ورفع المحللون توقعاتهم للأسعار في الربع الثاني بنحو 5 دولارات للبرميل مقارنة باستطلاع الشهر الماضي، إلا أنهم ما زالوا يتوقعون تراجع الأسعار في الربعين التاليين. وتجدد التركيز على المخاوف من احتمال تضرر الانتعاش الاقتصادي الهش بسبب ارتفاع أسعار النفط، بعدما حذرت مؤسسة «ستاندرد آند بورز» من أن الولاياتالمتحدة قد تخسر تصنيفها الائتماني. وارتفعت أسعار النفط بنسبة كبيرة في أربعة أشهر مستفيدة من الاضطرابات في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المنتجتين النفطَ. على صعيد آخر، أفادت مصادر في صناعة النفط بأن مشروعاً نفطياً مشتركاً بين الكويت والسعودية طلب من شركات الإنشاءات التقدم بعروض لأعمال بحرية وبرية في حقل الحوت، أحد الحقول النفطية التي يتقاسمها البلدان العضوان في «أوبك». وقالت المصادر ل «رويترز» إن «على الشركات تقديم العروض بحلول 6 حزيران (إلى شركة عمليات الخفجي المشتركة». وأضافت ثلاثة مصادر أن «تكلفة المشروع ستبلغ نحو 500 مليون دولار»، بينما توقع مصدر رابع أن «تكون التكلفة 900 مليون دولار». وعمليات الخفجي مشروع مشترك بين «أرامكو لأعمال الخليج»، وهي وحدة ل «أرامكو السعودية»، و «الشركة الكويتية لنفط الخليج». وتتقاسم الشركتان حقول الخفجي والحوت واللؤلؤ والدرة التي تقع في المنطقة المحايدة بين السعودية والكويت، وتبلغ طاقتها الإتناجية نحو 610 آلاف برميل يومياً. وأفادت المصادر بأن «الشركة الفائزة ستبني منشآت بحرية لتجميع الغاز وخطوط أنابيب ومنشآت برية للغاز». وسيساعد المشروع في استخلاص الغاز المصاحب الذي يحرق في الوقت الحالي. وأكد مصدر طلب عدم نشر اسمه أن «يمكن الشركات الأجنبية أن تقدم عرضاً مشتركاً الأمر الذي سيساعد في خفض تكلفة المشروع». ومعظم إنتاج البلدين من الغاز هو منتج ثانوي لإنتاج النفط وبالتالي يتوقف حجم إنتاجهما من الغاز على إنتاج النفط. وتسد الكويت الفجوة بين العرض والطلب من خلال واردات الغاز الطبيعي المسال، بينما عززت السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم عمليات التنقيب عن الغاز بعد أن استكملت برنامجاً نفطياً ضخماً في 2009. من ناحية ثانية، أعلنت «برتامينا» الإندونيسية أن «مؤسسة البترول الكويتية» وافقت على توريد 200 ألف برميل من النفط الخام يومياً إلى وحدة جديدة في مصفاة «بالونجان» ستنشئها الشركتان اللتان وقعتا مذكرة تفاهم في شأنها في آب (أغسطس) الماضي، على أن تتفاوت طاقتها بين 200 ألف و300 ألف برميل يومياً. وقالت كارين أوجستياوان الرئيسة التنفيذية ل «برتامينا» للصحافيين: «سيبدأ النفط الخام عند 200 ألف برميل يومياً». ولم تذكر تفاصيل في شأن موعد بدء الإمدادات ومدة العقد. ولا تزال الشركتان تنتظران قراراً حكومياً في شأن حوافز للمشروع. وقالت أوجستياوان في وقت سابق إن برتامينا تتوقع إبرام اتفاق نهائي في شأن الوحدة في حزيران أو تموز (يوليو) هذا العام.