يعتزم مجمع الأمل للصحة النفسية في الدمام، افتتاح عيادة خارجية مُستقلة للمدمنين، ممن تقل أعمارهم عن 18 سنة. وكشف مدير المجمع الدكتور محمد الزهراني، في تصريح ل «الحياة»، ان «الأطفال يُعالجون حالياً، في العيادة الخارجية التابعة للمجمع، إذ يتراوح عددهم بين أربع وخمس حالات كل شهرين، أعمارهم تتراوح بين 15 و18 سنة. ولم تصلنا حالات لأعمار أقل»، مؤكداً أن هناك «التزاماً في المواعيد من قبل الأسرة، وحرصاً على متابعة حال ابنهم». وأوضح الزهراني، أنه سيتم «تجهيز العيادة بست أسرة، يشرف عليهم أطباء مختصون لهم باع طويل في هذا المجال، إضافة إلى الجانب التوعوي والتوجيهي، الذي سيقدم لهم أثناء تلقيهم العلاج، لتفادي عودتهم إلى الطريق ذاته»، لافتاً إلى أنهم «غالباً لا يصلون إلى مرحلة الإدمان، بمعنى الكلمة». وبرر افتتاح العيادة «المُستقلة»، بأن «فئة المدمنين دون ال18، لا يجب تنويمهم في المستشفى، لتفادي اختلاطهم مع المدمنين الكبار، كي لا يتم تعليمهم على أنواع جديدة من المخدرات، أو طرق تعاطي جديدة من قبلهم، لذا تتم معالجتهم ضمن مواعيد مجدولة، في العيادات الخارجية. كما أن الأعراض التي يصاب بها المدمنون الأطفال أقل بكثير ما يعاني منها الكبار، لأن إدمانهم نتيجة سوء استخدام أدوية علاجية، لمرة أو مرتين في الأسبوع، فلو تركها الطفل؛ لن تظهر عليهم آثار انسحاب المادة المخدرة، مثل الحشيش، أو «الكبتاغون». وأضاف «وصل الآباء إلى مستوى عالٍ من الوعي، في مواجهة مشكلة إدمان الأبناء، فليس من السهل أن يصطحب الأب، وأحياناً الأم، أحد الأبناء لعلاجه من الإدمان. كما إن بعض الآباء يراقب تصرفات أبنائه، فيحضر إلينا طالباً المساعدة، حول بعض التصرفات التي تظهر عليهم، مثل التراجع الدراسي، والتغيب عن المدرسة، وكثرة شكاوى معلميهم منهم، وخروجهم المتكرر من المنزل، وتأخرهم في العودة»، مضيفاً «نطلب من الأب التأكد قبل وصف ابنه بالمدمن، كي لا يحدث شرخ في العلاقة بينهما، إذ يحضر الأب بصحبة ابنه، لإجراء التحليل، وغالباً ما تكون شكوك الأب صحيحة، فتظهر نتيجة التحاليل ايجابية تعاطي المواد المخدرة». وأشار الزهراني، إلى أن «الثقافة الضئيلة لدى الأبوين، وضعف الرقابة على الأبناء، والتدليل الزائد، وتوفر الأموال في أيدي الأبناء، مع وجود خلل في الأسرة، من أهم الأسباب التي تجعل الأبناء يسلكون طريق الإدمان. وهناك حالات يكون أحد أفراد الأسرة مدمناً، مثل الأب أو الأخ. كما ان المستوى الثقافي له دور كبير في معالجة المشكلة، وإقدام الأسرة على طلب المساعدة».