أعلن قائد حرس الحدود في بنغلادش الكولونيل عريف الإسلام أن عدد مسلمي الروهينغا الفارين من العنف في ميانمار الى بلاده «تراجع لكنه لم يتوقف»، على رغم توقيع البلدين الأسبوع الماضي اتفاقاً لإعادة مئات الآلاف من أفراد الأقلية خلال فترة شهرين. وأوضح أن 400 لاجئ على الأقل عبروا من أمام الحراس الذين يعملون تحت إمرته منذ توقيع الاتفاق الخميس الماضي، فيما أفاد تقرير أصدرته الأممالمتحدة بأن 3 آلاف لاجئ عبروا الى بنغلادش منذ التاريخ ذاته. وفيما أبدت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين قلقها من عدم تحديد الاتفاق الظروف التي تضمن العودة الآمنة للروهينغا، أفادت بنغلادش بأن العائدين سيعيشون في مرحلة أولى في مراكز إيواء موقتة أو مخيمات. أما قادة الروهينغا فيصرون على أنهم لن يعودوا إلى ميانمار، إلا في حال الاعتراف بأنهم مواطنون يتمتعون بحقوق كاملة، وحصولهم على ضمانات لحمايتهم من العنف. ولا تعترف ميانمار بالروهينغا وتحرمهم من جنسيتها وتقيّد حركتهم، في حين تصرّ الأممالمتحدة على ضرورة موافقة أبناء الأقلية على أي اتفاق لإعادتهم. وقرر مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية عقد جلسة خاصة في 5 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، في شأن أعمال قتل واغتصاب وجرائم أخرى ارتكبت في حق الروهينغا في إقليم راخين غرب ميانمار، وأدت الى نزوح أكثر من 600 ألف منهم إلى بنغلادش منذ آب (أغسطس)، وهو ما ينفيه جيش ميانمار. وكان مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد الحسين، وصف عملية جيش ميانمار في ولاية راخين بأنها «مثال صارخ على التطهير العرقي». وسيزيد ذلك حساسية زيارة البابا فرنسيس لميانمار والتي استهلها أمس. وهو أمل بأن «تكون الزيارة مثمرة»، فيما استقبله في مطار رانغون أعضاء يمثلون جماعات للأقليات العرقية وارتدوا أزياء تقليدية، وقدم له أطفال الزهور. ويعيش في ميانمار حوالى 700 ألف فقط من الكاثوليك من إجمالي عدد سكان يبلغ 51 مليوناً. وتوّجه الآلاف منهم بالقطارات أو الباصات إلى رانغون، وانتشروا على طول الطريق إلى المطار من أجل إلقاء نظرة على البابا. وأعلن ماريانو سو نيان، الناطق باسم الفاتيكان، أن البابا سيعقد اجتماعاً خاصاً مع قائد الجيش الجنرال مين أونغ هلينغ في كاتدرائية سانت ماري وسط رانغون أكبر مدن ميانمار. كما سيجتمع مع رئيسة حكومة ميانمار، اونغ سان سو تشي الحائزة جائزة نوبل للسلام والتي تضررت صورتها كثيراً بسبب عدم تحركها في قضية الروهينغا. ويتوقع أن يحضر أكثر من 150 ألف شخص قداساً يرأسه البابا في رانغون غداً الأربعاء. لكن بعض مستشاريه حذروه من ذكر كلمة الروهينغا، كي لا يثير خلافاً ديبلوماسياً قد يقلب الجيش والحكومة على الأقلية المسيحية. وهو سيتوجه في اليوم التالي الى بنغلادش، حيث سيلتقي بعض الروهينغا الفارين. وأمل نور محمد، إمام المسجد في مخيم لاجئي الروهينغا في مدينة كوكس بازار الحدودية ببنغلادش، بأن «يقنع البابا مسؤولي ميانمار بعودة اللاجئين ومنحهم المواطنة، وإنهاء كل أشكال التمييز ضدهم». لكن هامش المناورة لدى البابا محدود، إذ يقول ريتشارد هورسي، المحلل المستقل المقيم في ميانمار، إن «الغالبية في ميانمار لا تصدق الروايات الدولية حول تعرض الروهينغا لفظاعات، وحول هروب مئات الآلاف منهم إلى بنغلادش». الى ذلك، أفادت وسائل إعلام رسمية في ميانمار بأن سو تشي ستزور بكين قريباً لحضور منتدى يستضيفه الحزب الشيوعي الصيني لزعماء العالم السياسيين، ما سيشكل فرصة لمحاولة ميانمار تعزيز علاقاتها مع جارتها الشمالية وسط انتقاد عالمي لأزمة نزوح لاجئي الروهينغا. وتؤيد الصين ما يصفه مسؤولو ميانمار بأنها «عملية شرعية للتصدي للتمرد في راخين». وتدخلت لمنع إصدار قرار في شأن هذه الأزمة في مجلس الأمن. والأسبوع الماضي، استقبل الرئيس الصيني شي جينبينغ وقادة عسكريون في بكين قائد جيش ميانمار الجنرال مين، وأبلغوه تعهدهم توثيق العلاقات.