أبلغ قائد جيش ميانمار الجنرال مين أونغ هلينغ السفير الأميركي سكوت مارسيل خلال لقائهما في رانغون، بأن «مسلمي الروهينغا ليسوا من السكان الأصليين في بلدنا»، فيما لم يذكر الاتهامات الموجهة إلى جنوده بارتكاب انتهاكات أدت إلى فرار أكثر من نصف مليون من الروهينغا من ولاية راخين (غرب) الى بنغلادش منذ 25 آب (أغسطس) الماضي. كما اتهم وسائل الإعلام بالتواطؤ في تضخيم عدد اللاجئين الفارين، مشدداً على ضرورة «إعادة توضيح الوضع الحقيقي للمجتمع الدولي». واتهم الجنرال مين متمردي «جيش إنقاذ الروهينغا في أراكان» بقتل 90 هندوسياً و30 من الروهينغا على صلة بالحكومة، مشيراً إلى أن «البنغاليين المحليين شاركوا في هجمات المتمردين، ما يبرر سبب فرارهم في ظل شعورهم بعدم الأمان». وتابع: «الموطن الأصلي للبنغاليين هو بنغلادش، ونحمّل المستعمرين البريطانيين مسؤولية الأزمة لأنهم أدخلوهم إلى ميانمار، علماً أن سجلات الفترة الاستعمارية تثبت أن اسمهم لم يكن الروهينغا حينها بل البنغاليين». لكنه كرر تعهد زعيمة ميانمار أونغ سان سو تشي قبول اللاجئين الروهينغا بحسب اتفاق أبرم مع بنغلادش في مطلع التسعينات من القرن العشرين، مشيراً إلى أنه يجري العمل على وضع تفاصيله الآن. والأربعاء، أفاد مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان بأن «جيش ميانمار دفع بطريقة وحشية نصف مليون من الروهينغا من شمال ولاية راخين إلى بنغلادش، وأحرق بيوتهم ومحاصيلهم وقراهم لمنعهم من العودة». وشجبت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي الشهر الماضي، ما وصفته بأنه «حملة وحشية مستمرة لتطهير ميانمار من أقلية عرقية»، ودعت إلى تعليق إمدادات السلاح لجيش ميانمار حتى يتخذ إجراءات كافية للمحاسبة. وقال مسؤولون غربيون هذا الأسبوع إن «الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يدرسان فرض عقوبات تستهدف قادة في جيش ميانمار». ويعقد مجلس الأمن بطلب من فرنسا وبريطانيا اجتماعاً مغلقاً غير رسمي في شأن ميانمار اليوم، ويحضره الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان الذي أعدّ أخيراً تقريراً عن سبل منح أقلية الروهينغا مزيداً من الحقوق. وسيترافق ذلك مع وصول مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان الى ميانمار في زيارة تستمر أربعة أيام، في حين لم يحسم الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش رأيه بعد في شأن تلبيته دعوة وجهتها إليه رانغون لزيارة البلاد. وأوضح مصدر ديبلوماسي أن أعضاء المجلس ال15 سيناقشون الوضع في راخين وأحوال اللاجئين، وكيف يمكن أن تساعد الأسرة الدولية في تنفيذ توصيات اللجنة الاستشارية التي ترأسها أنان. إلى ذلك، شدد الناطق باسم مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في ميانمار، ماريانو سوي نانيغ، أن البابا فرنسيس الذي سيزور ميانمار نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل «سينقل رسالة سلام»، فيما يخشى البعض أن يثير دفاعه عن الروهينغا الهاربين الرأي العام. وقال: «لا نعرف إذا كان سيتحدث أو يناقش الأزمة في راخين»، فيما أوضح أن «البابا لن يلتقي مندوبين للأديان بسبب ضيق الوقت». وخلال صلاة بين الأديان أقيمت في رانغون الثلثاء وشارك فيها رهبان بوذيون ومندوبون عن الأقليات الدينية المسيحية والمسلمة، شدد رئيس أساقفة رانغون، الكاردينال تشارلز بو، على «أن البابا ينادي دائماً بالسلام الذي يتطلب تحقيقه تأمين العدالة».