يعقد الاتحاد الأوروبي اليوم جولة محادثات جديدة في بروكسيل اليوم مع ست من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، بهدف توطيد العلاقات وسط مخاوف من تصاعد النفوذ الروسي في المنطقة. لكن يرجح أن تكتفي قمة «الشراكة الشرقية» باستعراض الوضع بلا الخوض في إعلان نيات جوهري، في ظل إبقاء روسيا والنزاع في شرق أوكرانيا خارج جدول أعمالها. وأفاد الاتحاد الأوروبي بأن القمة المقررة مع أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا وأرمينيا وأذربيجان وبيلاروسيا «ستركز على 20 هدفاً قابلاً للتحقيق»، بحسب خطة عمل تهدف إلى مكافحة الفساد وتعزيز سيادة القانون وتحديث اقتصادات الدول المعنية. وسيكتفي النص بالدعوة إلى «تجديد الجهود للتشجيع على تسوية سلمية للنزاعات في المنطقة»، في تباين كبير مع اللهجة الشديدة التي تبنتها قمة الشراكة الشرقية الأخيرة عام 2015، والتي انتقدت مباشرة وبوضوح ضم روسيا شبه جزيرة القرم جنوبأوكرانيا إلى أراضيها عام 2014. وشدد مسؤول أوروبي بارز على أن الكتلة «ما زالت ملتزمة بشدة جهودها لتسوية النزاعات في دول الكتلة السوفياتية السابقة، لكن قمة الشراكة الشرقية ليس أداة لتسوية نزاعات، بل لمناقشة كيفية تطوير شراكتنا وتثبيتها». وتدفع أوكرانيا في اتجاه الحصول على تعهد واضح من دول الاتحاد الأوروبي بأنها ستستطيع الانضمام مستقبلاً إلى التكتل. وحذر الرئيس بيترو بوروشينكو من أن إغلاق الباب في وجه أوكرانيا «سيعطي شرعية لادعاءات الكرملين بأنه يملك مصالح خاصة في المنطقة». كذلك دعا رئيس الوزراء المولدافي بافيل فيليب إلى إبقاء «باب الاندماج الأوروبي» مفتوحاً. لكن الاتحاد لا يبدي حماسة كبيرة للتوسع شرقاً، خصوصاً بعدما رفض الناخبون الهولنديون أول محاولة لعقد اتفاق شراكة مع أوكرانيا في استفتاء أجري في نيسان (أبريل) 2016. ويقول خبراء أن الأزمة الأوكرانية وفضيحة الفساد ببليون دولار في مولدافيا خففتا من الاندفاع الذي أبداه الاتحاد في أوائل الشراكة الشرقية. وفيما لا تتخطى مسودة الإعلان للقمة الإقرار ب «تطلعات أوروبية وخيار أوروبي» لأوكرانيا ومولدافيا وجورجيا، التي وقعت جميعها اتفاقات شراكة مع الاتحاد الأوروبي على رغم معارضة شديدة من روسيا التي تعتبر هذه البلدان ضمن دائرة نفوذها، قال مصدر في الاتحاد إن إقناع دول الاتحاد على الاتفاق حتى على هذه الصيغة المعتدلة اللهجة «كان أمراً بالغ الصعوبة»، مشيراً إلى وجود خلافات كبيرة داخل التكتل في شأن مدى التشجيع الذي يجب إبداؤه للدول الشرقية. وسيغيب عن القمة مسؤولين كبار، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو الذي امتنع عن الحضور بعدما تلقى للمرة الأولى دعوة إثر رفع العقوبات الأوروبية المفروضة عليه. واعتبر مراقبون أن رفض لوكاشنكو الدعوة يوجه رسالة عن تأكيد ولائه للكرملين. ومن المقرر أن توقع أرمينيا اتفاق شراكة معززة مع الاتحاد الأوروبي على هامش القمة. وحرص مسؤول أوروبي على توضيح أن الكتلة بذلت جهود كبيرة للتثبت من أن الاتفاق لا يتعارض مع عضوية هذا البلد في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي المدعوم من موسكو.