حمل اللبنانيون العائدون من ساحل العاج إلى بيروت معاناة الماضي وهموم المستقبل. فأولئك الذين خسروا أموالهم وممتلكاتهم نهباً أو حرقاً في ابيدجان، وأمضوا أياماً من الانتظار في المطار ابيدجان لإجلائهم إلى لبنان، حمل من عاد منهم إلى بيروت امس استياء كبيراً مما آلت إليه أحوالهم. وقالت إحداهن: «الناس هناك يكادون يقتلون بعضهم بعضاً (للحصول على تذكرة سفر إلى بيروت). عشنا أياماً من الرعب، وأتمنى أن يكثفوا الرحلات لأن هناك عدداً كبيراً من اللبنانيين لا يزالون ينتظرون في ابيدجان». وعلق آخر: «المحسوبيات تلعب دوراً كبيراً» في الحصول على تذاكر السفر للعودة. وانتقد رجل آخر «وزيراً قال انه يقبل النقد، لكنني لا فهم لماذا أوصل نفسه إلى مرحلة النقد. لماذا لم يتخذ الإجراءات المناسبة منذ البداية؟». وزاد: «خلال الانتخابات تتوافر الطائرات فوراً، وكذلك الأموال. لبنان صار بلداً نأتي إليه للسياحة، ولم يعد بلدنا». وشيعت بلدة عين بعال- قضاء صور أمس، المغترب منير نمر أبو عيد (34 سنة) الذي عاد جثمانه إلى بيروت أمس، بعدما قضى إثر نوبة قلبية في مطار ابيدجان، بعد وقت قليل على نجاحه في حجز مكان على الطائرة العائدة إلى بيروت لتأمين عودة زوجته وابنه البالغ من العمر سنة ونصف السنة. وأمل جاد شقيق منير بأن «تنير قضية وفاته المسؤولين اللبنانيين ليعرفوا كيف يجب أن يتعاطوا مع المغترب اللبناني». ووصلت إلى بيروت ليل أول من امس طائرة تابعة لشركة «ميدل ايست» وعلى متنها 265 شخصاً، كما وصلت صباح امس، طائرة أخرى تقل 244 شخصاً، وحطت ظهراً طائرة تابعة للخطوط الجوية الأردنية مستأجرة من شركة «ميدل ايست» وعلى متنها 148 راكباً، ووصل مساء الوفد الديبلوماسي الذي أرسلته وزارة الخارجية إلى ساحل العاج. وأعلنت شركة «ميدل ايست» في بيان لها امس، أنها أجلت «4229 لبنانياً خلال الأسبوع الأخير على متن 17 رحلة من اكرا وأبيدجان على نفقة الدولة اللبنانية».