لا يزال الوضع المأسوي للبنانيي ساحل العاج يستأثر باهتمام المسؤولين في لبنان. ووصلت صباح أمس طائرة تابعة لشركة «طيران الشرق الأوسط» إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، آتية من غانا وعلى متنها 136 راكباً من أبيدجان كانت السلطات الفرنسية ساهمت في نقلهم من هناك الى مالي ومنها الى غانا. واستقبلهم في المطار المدير العام للمغتربين هيثم جمعة والنائب علي المقداد وممثلون عن مديرية المراسم في وزارة الخارجية والمغتربين وأهالي القادمين الذين بدا التأثر عليهم لوصول أبنائهم سالمين من هناك. وقال جمعة في المطار: «هذه العملية ليست عملية إجلاء، هي عملية اختيارية، نشكر كل من ساهم في مجيئهم إلى لبنان، ونحن كدولة وكوزارة الخارجية سنتابع عملنا من أجل إتمام هذه العملية، والموضوع متعلق بالجالية اللبنانية التي هي من أول الجاليات التي تركت ساحل العاج وسنتابع الاتصالات من أجل تخفيف الأعباء والمعاناة عن أبنائنا هناك». وأضاف: «الواصلون كانوا في القاعدة الفرنسية التابعة للأمم المتحدة وانتقلوا إلى لومي ومن ثم إلى غانا، وهم جميعاً بحالة جيدة ولم يصب أحد من اللبنانيين بأي أذى، البعض منهم فضّل الانتقال الى لبنان حفاظاً على سلامته، وأؤكد أن اللبناني لن يترك ساحل العاج أبداً لأن أعماله وأرزاقه ومستقبله هناك وهو موجود في هذا البلد الأفريقي منذ 1904 وبقاؤه فيه ضرورة». وقال: «سنذهب غداً (اليوم) إلى ساحل العاج مع وفد من وزارة الخارجية لمتابعة الوضع هناك وسنتابع العملية بكل جدية كما تابعناها من قبل». وقال المقداد: «أتينا للترحيب بأهلنا العائدين من ساحل العاج، وما سمعناه وقرأناه تقشعر له الأبدان وللأسف الشديد وبعض الشهادات التي استمعنا إليها تتحدث عن تمييز بالتعاطي مع اللبنانيين، مع العلم أن القوات الدولية والقوات الأخرى التي تمتلك فاعلية لوجيستية في أبيدجان مفوضة الدفاع عن المدنيين من دون تمييز، ونأمل في أن تتضافر كل الجهود لمتابعة هذا الملف حتى لو انتهت الأزمة إذ على لبنان أن يبقى في حالة طوارئء لتلافي أية آثار سلبية عن المشكلة والكارثة التي حصلت». وزاد: «الجهد الدولي لم يكن كافياً لمعالجة الفكرة الأساسية التي تختصر بإيجاد ممر آمن والمعالجات كان يجب أن تكون أكثر فاعلية، وعلى كل حال إن الإجراءات التي اتخذت بالأمس من قبل السلطات اللبنانية المختصة بإيفاد بعثتين ديبلوماسية وعسكرية نعتبرها خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح ولو حصلت متأخرة». روايات الواصلين وشكر عدد من الواصلين السلطات الفرنسية الموجودة في ساحل العاج التي ساعدت على نقلهم إلى غانا ومن ثم عبر شركة «ميدل إيست» إلى بيروت، وقالوا إن «الوضع هناك غير مستقر وغير مستتب وإن الوضع الأمني كان مخيفاً وأملاك اللبنانيين وأرزاقهم ومتاجرهم تعرضت للسلب والنهب وخسائرهم تقدر بالبلايين». وناشدوا الحكومة والمسؤولين اللبنانيين «العمل على مساعدة أبناء الجالية اللبنانية للعودة لإجلائهم من هناك إذ يرغب عدد كبير منهم بذلك». ودعوا السلطات اللبنانية إلى «الإسراع في إجراء الاتصالات اللازمة مع كل القادرين والفاعلين من الدول الصديقة ومع الأممالمتحدة وخصوصاً فرنسا للعمل على مساعدة عدد كبير من اللبنانيين الراغبين بالعودة إلى لبنان حفاظاً على سلامتهم وسلامة عائلاتهم». وأفادوا عن «وجود بعض الجرحى الذين تتم معالجتهم هناك». وأعلنت وزارة الخارجية أن طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط ستصل عند الساعة الخامسة من فجر اليوم الخميس إلى بيروت آتية من أكرا وعلى متنها 160 لبنانياً تم إجلاؤهم من ساحل العاج. انتظام التعليم وأصدرت المديرية العامة للمغتربين في وزارة الخارجية بياناً وجهته الى العائدين قالت فيه: «حفاظاً على انتظام المسار التعليمي لأبنائنا التلامذة العائدين إلى لبنان تعلن المديرية أنها اتخذت الخطوات اللازمة مع وزارة التربية والتعليم العالي». وطلبت من الأهالي مراجعة المديرية العامة للمغتربين في منطقة الجناح - بئر حسن «لتسهيل أمورهم ومساعدة أولادهم. وتضامناً مع المغتربين في ساحل العاج نفذ ذووهم في صور مسيرة عفوية جابت شوارع المدينة «احتجاجاً على التعاطي الرسمي مع الاغتراب في شكل عام ومغتربي ساحل العاج في شكل خاص». وتقدم المسيرة عضو كتلة «التحرير والتنمية» النيابية عبدالمجيد صالح، حمل خلالها المشاركون اللافتات المطالبة بالتدخل لإنقاذ أقاربهم من «الوضع المأسوي الذي يعيشونه في ساحل العاج». وانتقد صالح «الأصوات المتواطئة ضد المغتربين في ساحل العاج». وطالب «شركة طيران الشرق الأوسط بتخفيض أسعار بطاقات السفر كي يتسنّى لمن يرغب بالخروج من هناك وإنقاذ عائلته».