رحّبت كوريا الجنوبية واليابان بإعادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إدراج كوريا الشمالية على لائحة الدول الراعية للإرهاب، فيما أثارت الصين شكوكاً في شأن سياسات الولاياتالمتحدة. وشددت واشنطن عقوبات على بيونغيانغ، بعد إعادتها إلى لائحة الإرهاب التي تضمّ إيران وسورية والسودان. وبرّر ترامب قراره بأن كوريا الشمالية «دعمت مراراً الإرهاب الدولي، بما في ذلك اغتيالات على أراض أجنبية، إضافة إلى تهديدها العالم بدمار نووي». وأشار إلى أن ذلك «سيفرض مزيداً من العقوبات على كوريا الشمالية والمرتبطين بها، وسيدعم حملة ضغوط قصوى نمارسها لعزل هذا النظام القاتل»، معتبراً أن الأمر تأخر «سنوات». وكانت واشنطن أدرجت بيونغيانغ على لائحة الإرهاب عام 1988، بعد تفجير طائرة مدنية كورية جنوبية عام 1987، ما أدى إلى مقتل ركابها ال115. لكن إدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن رفعتها من اللائحة عام 2008، لتسهيل محادثات نزع أسلحتها النووية، في مسيرة انهارت لاحقاً. لكن خبراء ومسؤولين أميركيين يعتبرون أن شروط رعاية الإرهاب لا تنطبق على كوريا الشمالية، إذ تتطلّب دليلاً يثبت أن بلداً قدّم «في شكل متكرر دعماً لعمليات إرهابية دولية». كما يرون أن قرار ترامب رمزي إلى حد بعيد، إذ تُفرَض على بيونغيانغ عقوبات أميركية مشددة. وأقرّ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بأن «التأثير العملي لذلك هو أنه قد يمنع أو يثني أطرافاً ثالثين عن القيام بنشاطات معيّنة مع كوريا الشمالية، إذ (يشمل التصنيف) نشاطات أخرى ربما لا تشملها العقوبات». وتحدث عن أدلة على أن للعقوبات «تأثيراً كبيراً» في الدولة الستالينية، واستدرك: «ما زلنا نأمل بالديبلوماسية. هذا كله جزء من مواصلة تكثيف هذه الضغوط». وأعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أن بلاده «ترحّب وتدعم» قرار ترامب، معتبراً أنه «سيزيد الضغط على كوريا الشمالية». ووضعت الخارجية الكورية الجنوبية القرار «في إطار الجهود (الدولية) لدفع كوريا الشمالية إلى طريق نزع السلاح النووي، بفضل عقوبات قوية». لكن المستشار الأمني الخاص للرئيس الكوري الجنوبي مون جي إن رأى أن الأمر «يحمل من الرمزية ما هو أكثر من المضمون». واعتبر رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم ترنبول أن الزعيم الكوري الشمالي «كيم جونغ أون يدير عملية إجرامية دولية من كوريا الشمالية، لبيع أسلحة ومخدرات وللمشاركة في جرائم إلكترونية وتهديد استقرار المنطقة بأسلحته النووية»، معتبراً أن «القرار يعكس عزم المجتمع الدولي على إعادة كوريا الشمالية إلى صوابها». في المقابل، نبّه ناطق باسم الخارجية الصينية إلى أن «الوضع في شبه الجزيرة الكورية معقد وحساس»، وتابع: «نأمل بتمكّن جميع الأطراف المعنيين من بذل مزيد من الجهود لتسهيل تهدئة التوتر، ولعودة جميع الأطراف إلى المسار الصحيح للتفاوض والحوار لتسوية الملف النووي في شبه الجزيرة، بدل فعل العكس».