أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أن «الحرب الكلامية» التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ أسابيع ضد كوريا الشمالية «قد لا تكون أفضل وسيلة لمعالجة الأزمة النووية» لهذا البلد، داعياً ترامب إلى التركيز على تصعيد الضغط الديبلوماسي على بيونغيانغ. وقال مع تصاعد المخاوف من أن تؤدي حسابات خاطئة إلى تداعيات لا حدود لها، خصوصاً بعدما أجرت بيونغيانغ في الثالث من الشهر الجاري تجربتها النووية السادسة التي اعتبرت الأكثر قوة: «قد لا يكون أسلوب ترامب الأفضل، لكن يجب ألا نخلط المسؤوليات، إذ إن كوريا الشمالية هي الدولة التي تنتهك الاتفاقات النووية الدولية، فيما يرد الرئيس ترامب على ذلك بقوة. لكن توجد بلا شك وسيلة للرد بأسلوب مختلف عبر ممارسة ضغط وفرض عقوبات». وحذر لو دريان من خطر حصول تصعيد عسكري غير مقصود، وقال: «يعيش العالم في مرحلة محفوفة بالخطر، وقد يقع حادث في في ظل التراشق اللفظي الحاد، وهو ما نحتاج إلى تجنبه». ويتوجه وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى الصين اليوم لبحث أزمة البرنامج النووي لكوريا الشمالية، علماً أن هذه الزيارة تعتبر الثانية له منذ أن تولت إدارة الرئيس ترامب السلطة مطلع 2017. وأوضحت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت أن تيلرسون سيبحث مع المسؤولين الصينيين جعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية، كما سيناقش ملفات تتعلق بالتجارة والاستثمار، ويحضر ترتيبات الزيارة الأولى التي سيجريها ترامب للصين في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، في إطار جولة ستشمل أيضاً اليابان وكوريا الجنوبية. واتهمت إدارة ترامب الصين علناً خلال الأشهر الأخيرة بعدم ممارسة ضغوط كافية على كوريا الشمالية للتخلي عن طموحاتها النووية، لكن هذه النبرة خفت أخيراً. وأشادت الخارجية الأميركية باتخاذ بكين «خطوات هائلة في الاتجاه الصحيح»، خصوصاً على صعيد تأييدها عقوبات مجلس الأمن ضد بيونغيانغ. كما رحب ترامب مرتين خلال أقل من أسبوع بقرار بكين «قطع كل الروابط المصرفية مع بيونغيانغ»، معتبراً أنه «أمر كان لا يمكن تصوره قبل شهرين». وفي بكين، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ أن الوسائل العسكرية «يجب ألا تكون خياراً لحل المسألة النووية في شبه الجزيرة، لأن السلاح قد يتسبب في كارثة أكبر، وهو أمر لا يقبله أي طرف».