يجتمع في الرياض اليوم نحو 350 مفكراً وأديباً من نحو 20 بلداً، ليحوّلوا ليل الرياض ندوة مفتوحة تتلاقح فيها الأفكار، وذلك تحت خيمة المهرجان الوطني للتراث والثقافة (جنادرية 26)، الذي يفتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مساء اليوم (الأربعاء)، لتتحوّل الرياض ليلاً إلى صخب يضيء الأرواح والعقول. وقال وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز إن المهرجان «دعم لمسيرة الثقافة والإبداع في المملكة وفي العالم العربي»، منوهاً ب»المشاركات المميزة في المهرجان لدول مجلس التعاون الخليجي، ومسيرة المهرجان الوطني تمضي بتوفيق من الله أولاً ثم بالرعاية والدعم الذي يحظى به المهرجان من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي العهد والنائب الثاني». ولفت الى «ما تحمله مشاركة اليابان بصفتها ضيف شرف في جنادرية 26»، معرباً عن اعتزازه بهذه المشاركة «كونها إحدى إضافات المهرجان الوطني بما يسهم في التعرف على ثقافات الدول وتراثها، وامتداداً للتقليد الثقافي الذي ينهجه المهرجان الوطني كل عام». ويبدأ المهرجان عصراً في قرية الجنادرية (شمال شرقي الرياض) بسباق للهجن العربية، ومن ثم يُعرض أوبريت غنائي من ألحان صالح الشهري ورابح صقر، وغناء محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد وعباس إبراهيم، والأوبريت من كلمات الشاعر عبدالله الشريف، وإخراج المخرج السعودي فطيس بقنة. قبل الأوبريت ستُلقى قصيدتان، الأولى من الشعر الشعبي يقدمها عادة اللواء الشاعر خلف بن هذال، والثانية بالفصحى لم يعلن عن شاعرها، ثم بعد ذلك يكرّم خادم الحرمين «شخصية العام»، والتي ذهبت هذا العام إلى الأديب السعودي عبدالوهاب أبو سليمان. النشاط الثقافي لهذا العام يتمحور حول موضوع «الغرب والإسلاموفوبيا» ويتحدث في الندوات المخصصة لهذا الموضوع مفكرون وكتّاب من لبنان وألمانيا وفرنسا وأميركا والبحرين واليابان وإيران وموريتانيا والعراق ومصر وباكستان والبوسنة وتونس والمغرب والسعودية، بينهم المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر. كما يتضمن النشاط الثقافي عدداً من العروض المسرحية، وأجنحة للفن التشكيلي، وأخرى للخط العربي، وثالثة للتصوير الضوئي، إضافة إلى عدد من الأمسيات الشعرية والنشاطات التراثية التي تقام عادة في موقع المهرجان في قرية الجنادرية. ضيف الشرف لهذا العام سيكون اليابان بكل وهجها التقني والحضاري والفكري. وستعقد ندوات خاصة عن تاريخ العلاقات بين الرياض وطوكيو، يتحدث فيها معنيون ومفكرون من البلدين. في الجانب النسائي، سيكون هناك عدد من الأنشطة الفكرية والثقافية، أبرزها ندوة عن «شهادات وتجارب نسائية»، وثانية تتحدث عن «التجديد في الخطاب الديني والوطني حول المرأة»، وهما ندوتان ستقامان في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في الرياض. أوبريت هذا العام والذي يحمل عنوان «فرحة وطن»، ويتألف من عشر لوحات فنية، سيتحدث عن فرحة السعوديين بعودة خادم الحرمين سليماً معافى، إضافة إلى لوحات تتحدث عن أهمية تعزيز اللُحمة الوطنية.