قتل 12 شخصا على الاقل واصيب اكثر من مئة بجروح مساء امس في اعتداء في مترو مينسك وسط العاصمة البيلاروسية فيما لم يستبعد الرئيس الكسندر لوكاشنكو ان يكون هذا الانفجار مدبّر من "الخارج". واعلن مساعد المدعي العام اندري شفيد في ختام اجتماع عاجل عقده لوكاشنكو بعد بضع ساعات من الانفجار "وقع اعتداء عند الساعة 17,54 الاثنين في محطة اوكتيابرسكايا". وقال لوكاشنكو خلال هذا اللقاء مع كبار مسؤولي البلاد كما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي "لقد حذرتكم من انهم لن يدعونا نعيش بسلام". واضاف الرئيس الذي كلف السلطات بذل كل مسعى لكشف ملابسات هذا الهجوم "انا لا استبعد ان تكون هذه "الهدية" آتية من الخارج، ولكن علينا ان نبحث ايضا هنا". وقال متوجها الى رئيس الاستخبارات "رئيس "كي جي بي"، انت مسؤول شخصيا عن التحقيق. ينبغي العثور على المذنبين في اقرب وقت. اقلبوا البلد كله" كما نقلت عنه ريا نوفوستي. وكانت الحصيلة الاولية تشير الى سقوط 11 قتيلا لكنها ارتفعت الى 12 اثر وفاة جريح ليلا كما اعلن جهاز الاستخبارات موضحا ان 149 شخصا تلقوا الاسعافات و22 منهم في حالة خطرة. وقال شاهد لوكالة "فرانس برس" ان الانفجار وقع في محطة قريبة من الرئاسة الروسية. وذكر شهود ان دخانا اسود تصاعد من محطة اوكتيابرسكايا للمترو بعد الانفجار، وان اشخاصا كانوا يفرون من المحطة تحت الارض والدماء تغطي وجوههم، وقد تمزقت ملابس بعضهم. وقالت الاجهزة الطبية في المدينة "هناك الكثير من المصابين وليس بامكاننا اعطاء ارقام". وعرض التلفزيون صورا يظهر فيه الدخان يتصاعد من محطة المترو، وعدد من الجرحى ممددين على الارض او يتكئون على الاعمدة، فيما اخرون يفرون من المكان وبعضهم عليه اثار دماء. وقال مراسل صحيفة "نافيني.بي" الالكترونية البيلاروسية "تم اجلاء الناس من المحطة، التي يتصاعد منها الدخان. هناك الكثير من الجرحى عند المداخل". ولم تشهد بيلاروسيا التي يحكمها لوكاشنكو بيد من حديد منذ 16 عاما هجمات كبيرة خلال السنوات الاخيرة. وفي تموز/ يوليو 2008 انفجرت عبوة يدوية الصنع في وسط العاصمة خلال عيد استقلال الجمهورية السوفياتية السابقة فاوقعت نحو خمسين جريحا. ويأتي الانفجار على خلفية توتر سياسي في بيلاروسيا حيث اعتقل عدد من المعارضين في نهاية كانون الاول/ ديسمبر بعد اعادة انتخاب لوكاشنكو. واعيد انتخاب لوكاشنكو في 19 كانون الاول/ ديسمبر باكثر من 80% من الاصوات ما حمل المعارضة على تنظيم تظاهرة كبيرة في مينسك احتجاجا على اعمال التزوير التي شابتها. واعتبرت الحكومة في 5 نيسان/ ابريل ان تلك التظاهرة كانت محاولة انقلابية "دبرت بمساعدة اطراف خارجية". وقامت الشرطة انذاك بتفريق التظاهرة فيما اوقف اكثر من 600 شخص. ولا يزال هناك 22 معارضا قيد الحجز الموقت فيما فرّ خمسة الى الخارج لا سيما احد المرشحين السابقين للانتخابات الرئاسية أليس ميكاليفيتش الذي حصل على اللجوء السياسي في الجمهورية التشيكية. ووجهت الى عشرات المعارضين وبينهم عدة مرشحين للانتخابات الرئاسية، تهمة "تنظيم اضطرابات كبرى" اثر هذه الاحداث ويواجهون عقوبة سجن تصل الى 15 عاما.