وجهت مينسك أصابع الاتهام إلى «جهات خارجية تهدف إلى زعزعة الوضع الداخلي» بالوقوف وراء تفجير عبوة ناسفة في مترو الانفاق مساء الاثنين، ما أسفر عن مقتل وجرح عشرات. وأعلن جهاز الأمن البيلاروسي أمس، أن المحققين توصلوا إلى تحديد شخصية أحد المنفذين المحتملين لتفجير المترو. وزاد أن عملية ملاحقة واسعة بدأت للقبض عليه. وكان الانفجار وقع داخل محطة «أوكتيابرسكايا» وسط العاصمة البيلاروسية قبل السابعة مساء بقليل وهو توقيت يشهد عادة ازدحاماً زائداً في محطات المترو. وبحسب المعطيات الرسمية قتل 12 شخصاً وجرح حوالى سبعين آخرين في الهجوم. وتقع المحطة التي استهدفها التفجير في منطقة حيوية وعلى بعد مئة متر من مكتب رئيس الجمهورية. وأعاد الحادث الى الأذهان تفجيراً وقع في وسط مينسك في العام 2008 وسط حشد من المواطنين تجمعوا حول الرئيس الكسندر لوكاشينكو. ونجا الأخير في حينها من الحادث الذي أسفر عن جرح عشرات الاشخاص. ووجهت مينسك اصابع الاتهام على الفور، إلى «جهات خارجية تسعى إلى زعزعة الوضع في بيلاروسيا» كما قال متحدث أمني لصحيفة «كوميرسانت» الروسية. ووصف لوكاشينكو التفجير بأنه «تحد كبير جداً موجه الى بيلاروسيا»، وقال انه لا يستبعد فرضية وقوف قوى خارجية لم يحددها وراء الحادث، متعهدا بأن تقدم بلاده «رداً مناسباً». وأكد لوكاشينكو في الوقت ذاته، على ضرورة تفتيش كل مخازن الأسلحة والذخائر في بيلاروسيا، في إيحاء بأن فرضية تورط معارضين لنظام الرئيس البيلاروسي ليست مستبعدة. اللافت أن خبراء أمنيين في بيلاروسيا لفتوا إلى فرضيات أخرى ترددت داخل أروقة التحقيق من دون أن تتخذ شكلاً رسمياً بينها احتمال دور لجورجيا المستاءة من سياسات لوكاشينكو. كما لمح خبراء روس إلى إحتمال أن يكون التفجير من تدبير أجهزة قريبة من لوكاشينكو بهدف توجيه الانظار الى «عدو خارجي» وإحكام قبضة الاجهزة الخاصة ضد معارضين في الداخل، علماً بأن المعارضة البيلاروسية تتهم النظام بفرض قبضة بوليسية صارمة، وهي الاتهامات التي تؤيدها منظمات حقوقية دولية. ودلت مجريات التحقيق إلى أن القنبلة التي انفجرت في مترو مينسك يدوية الصنع يمكن التحكم فيها من بعد. وقال وزير الداخلية أناتولي كوليشوف، أن خبراء روسيين سيقدمون مساعدة فنية لمينسك في تحديد نوع المتفجرات المستخدمة. وأضاف أن القنبلة كانت محشوة بمسامير وكرات حديد «لإصابة أكبر عدد ممكن من الأشخاص». وذكر كوليشوف أن من المقرر أن تنتهي أعمال التحقيق الأساسية بمحطة مترو «أوكتيابرسكايا» خلال بضع ساعات، قائلاً: «أعتقد أن أعمال التحريات ستنتهي بعد ساعتين أو ثلاث ساعات». وأوضح أن الجهات المختصة بدأت دراسة تسجيلات كاميرات المراقبة في المترو لتحليل وقائع الأحداث ومحاولة تحديد هوية زارع العبوة الناسفة.