بدأ مبعوث صيني خاص محادثات في كوريا الشمالية أمس، فيما تعهدت الدولة الستالينية الاحتفاظ بالردع النووي في مواجهة الولاياتالمتحدة. وتأتي زيارة المبعوث الصيني بعد جولة آسيوية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، سعت إلى حشد تأييد للتصدي لتهديدات بيونغيانغ. وحض ترامب نظيره الصيني شي جينبينغ على تشديد الضغوط على كوريا الشمالية، منبهاً إلى أن «الوقت يضغط، وعلينا التحرك بسرعة». وذكر البيت الأبيض أن ترامب سيعلن الأسبوع المقبل قراره في شأن احتمال إدراج الدولة الستالينية على لائحة أميركية للدول الراعية للإرهاب. في بيونغيانغ، التقى المسؤول عن «مكتب الارتباط الدولي» في الحزب الشيوعي الصيني الحاكم سونغ تاو، تشوي ريونغ هاي، نائب رئيس حزب العمال الشيوعي الحاكم في كوريا الشمالية. وهذه أول زيارة لمسؤول صيني بارز منذ سنتين، على رغم أن بكين هي أبرز داعم ديبلوماسي واقتصادي لبيونغيانغ. وأيّدت الصين عقوبات دولية على كوريا الشمالية، وفرضت قيوداً مصرفية عليها، ما وتّر علاقاتهما. لكن بكين تخشى انهيار نظام الزعيم كيم جونغ أون، في حال تشديد الضغوط عليه، ما سيؤدي إلى تدفق ملايين اللاجئين عبر حدودها وحرمانها من منطقة استراتيجية تفصلها عن الجيش الأميركي المنتشر في كوريا الجنوبية. في جنيف قال هان تاي سونغ، المندوب الكوري الشمالي لدى الاممالمتحدة: «طالما أن هناك سياسة أميركية عدائية ضد بلادي، وطالما أن هناك مناورات عسكرية على عتبة بابنا، لن تكون هناك مفاوضات» مع واشنطن. وأضاف: «هناك تدريبات عسكرية مستمرة تستخدم أصولاً نووية وحاملات طائرات وقاذفات استراتيجية. ستواصل كوريا الشمالية بناء قدراتها الدفاعية الذاتية التي تشكّل محورها القوى النووية والقدرة على (شنّ) ضربة منتصرة، طالما أن القوات الأميركية والعدائية تحافظ على تهديد وابتزاز نوويين. بلادنا تخطط لاستكمال القوة النووية». في سيول، أعلنت الخارجية الكورية الجنوبية أن المبعوثَين الكوري لي دو هون والأميركي جوزف يون أجريا «محادثات مستفيضة» لإيجاد سبيل لدفع كوريا الشمالية إلى دخول «محادثات هادفة» تضمن تسوية سلمية للأزمة. تزامن ذلك مع إعلان موقع «38 نورث» (مقره واشنطن) الذي يراقب نشاطات كوريا الشمالية، أن صوراً التقطتها أقمار اصطناعية هذا الشهر، تشير إلى «برنامج دؤوب» لبناء أول غواصة مزودة بصواريخ باليستية، في ترسانة «سينبو ساوث». ووَرَدَ في تقرير أصدره: «وجود ما يبدو أنها أجزاء من وحدة ضغط لغواصة داخل الترسانة، يشير إلى بناء غواصة جديدة، ربما غواصة مزودة بصواريخ باليستية». وأضاف أن الصور أظهرت جسمين ضخمين على شكل دائري، قد يكونان من أجزاء وحدة الضغط في الغواصة. وتابع أن هذين الجسمين يبدوان أكبر من الأجزاء الموجودة في الغواصة الهجومية «روميو» التابعة لكوريا الشمالية. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الصينية أن الجيشين الصيني والروسي سينفذان الشهر المقبل تدريبات مضادة للصواريخ في بكين. وأشارت إلى تدريب محاكاة بالكومبيوتر، يستهدف التصدي للصواريخ وكيفية التعامل مع «هجمات مفاجئة ومستفزة على أراضي البلدين، من صواريخ باليستية وصواريخ موجّهة». وأكدت أن «التدريب لا يستهدف أي طرف ثالث». لكن البلدين عارضا نشر منظومة «ثاد» الأميركية المضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية، معتبرة أنه لن ساهم في تخفيف التوتر مع كوريا الشمالية.