سخرت كوريا الشمالية من مساعي الولاياتالمتحدة لتشديد العقوبات عليها، ولو أحادياً، بعد تنفيذها تجربة نووية خامسة، وحضتها على الاعتراف بها «دولة تملك أسلحة نووية». وندّد مجلس الأمن بالتجربة الذرية، فيما حضته الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا على تشديد عقوباته على بيونغيانغ. وكانت الدولة الستالينية أعلنت الجمعة انها نفذت أقوى تفجير نووي حتى الآن، مؤكدة أنها أتقنت قدرة وضع رأس حربي على صاروخ باليستي. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية بأن الشعب الكوري الشمالي «مسرور» بالاختبار النووي. ونقلت عن مسؤول في وزارة الخارجية إن «مجموعة (الرئيس الأميركي باراك) أوباما تركض وتتحدث عن عقوبات بلا معنى حتى الآن، بطريقة مضحكة جداً». وأضافت: «ستستمر إجراءات تعزيز القوة النووية الوطنية، كمّا وكيفاً، لحماية كرامتنا وحقنا في الحياة من التهديدات المتزايدة من الولاياتالمتحدة بحرب نووية». وهزئ ب «الإفلاس الكامل» لسياسة أوباما حيال بيونغيانغ، معتبراً انه «يبذل ما في وسعه ليرفض (لكوريا الشمالية) وضع دولة تملك أسلحة ذرية. هذا غباء يشبه محاولة إخفاء الشمس بكفّ يدٍ». وكان المبعوث الأميركي الخاص للشؤون الكورية سونغ كيم لوّح بعقوبات أحادية على بيونغيانغ، اذ قال بعد لقائه مسؤولين يابانيين في طوكيو أمس: «سنعمل عن كثب جداً في مجلس الأمن وأبعد من ذلك، للتوصل إلى أقوى التدابير الممكنة ضد أحدث تصرّف من كوريا الشمالية». وأضاف إن الولاياتالمتحدة واليابان تبحث في «مجموعة كاملة من الاحتمالات، في ما يتعلق بعقوبات أحادية إضافية يمكن تنفيذها»، رداً على «السلوك الاستفزازي وغير المقبول للكوريين الشماليين». في السياق ذاته، أعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أن أبرز مبعوثيها للملف النووي الكوري الشمالي، تحدث هاتفياً مع نظيره الصيني، وأكد الحاجة الى إجراءات تشمل قراراً جديداً يصدره مجلس الأمن. وأكد الجيش الكوري الجنوبي انه سيوجّه ضربات انتقامية «تستهدف مباشرة» المواقع الكورية الشمالية الأساسية، بما في ذلك هيئة أركان الجيش، اذا رصدت اشارة الى احتمال شنّ بيونغيانغ هجوماً نووياً على سيول. وقال قائد عسكري بارز في هيئة الأركان: «سننشر قواتنا الهجومية المزودة بصواريخ موجّهة دقيقة، وقوات خاصة من وحدات النخبة». وفي بكين، أبلغ تشانغ يه سوي، نائب وزير الخارجية الصيني، السفير الكوري الشمالي لدى الصين جي جاي ريونغ أن التجربة النووية «لا تفضي إلى السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية». وأضاف: «تحضّ الصينكوريا الشمالية على عدم اتخاذ أي إجراءات قد تفاقم التوتر، وعلى العودة في اقرب وقت إلى الاتجاه الصحيح لنزع السلاح النووي». وكانت المحادثات السداسية لتفكيك البرنامج النووي الكوري الشمالي توقفت منذ العام 2008، علماً انها تضمّ الكوريتين والولاياتالمتحدة وروسيا واليابان والصين. وعرض وزير الخارجية الأميركي جون كيري مراراً إجراء محادثات مع بيونغيانغ، شرط أن تقبل نزع سلاحها الذري، وهذا ما ترفضه. ولفت الى أن الولاياتالمتحدة «قدّمت عرضاً تلو آخر لديكتاتور كوريا الشمالية»، في اشارة الى الزعيم كيم جونغ أون، مضيفاً أنه يأمل بالتوصل الى نتيجة مشابهة للاتفاق النووي المُبرم مع إيران. على صعيد آخر، افادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية بأن السلطات ستعيد توجيه اليد العاملة المستنفرة في البلاد، في اطار حملة تعبئة إلزامية لتعزيز الاقتصاد، من اجل مساعدة ضحايا فيضانات أوقعت 60 قتيلاً وشرّدت 44 ألفاً في شمال شرقي البلاد ودمّرت «عشرات الآلاف» من المنازل والمباني الرسمية، و»تحويل المناطق المنكوبة خلال سنة، الى عالم خيالي تحت اشراف حزب العمال» الشيوعي الحاكم في الدولة الستالينية.