عرضت كوريا الشمالية صواريخ حديثة طويلة المدى وأخرى تطلق من غواصات في احتفال عسكري ضخم نظِم في مناسبة الذكرى الخامسة بعد المئة لميلاد مؤسس نظامها الشيوعي كيم إيل سونغ، وتزامن مع اقتراب مجموعة قتالية ترافق حاملة الطائرات الأميركية «كارل فينسون» من شبه الجزيرة الكورية. ويتوجه مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي إلى سيول في رحلة طويلة مقررة لآسيا تستغرق عشرة أيام. وفي جوار نهر تايدونج الذي يتدفق عبر بيونغيانغ، ملأت طوابير عسكرية وفرق موسيقية عسكرية الميدان الذي شهد عبور دبابات وأنظمة صواريخ متعددة القاذفات وصواريخ من طراز «بوكوك سونغ 2» التي تطلقها غواصات ويتجاوز مداها ألف كيلومتر، إضافة إلى أسلحة أخرى، وتحليق طائرات ذات محرك واحد شكلت رقم 105 في الجو. ولم يستبعد محللون كون بعض الصواريخ التي عرضت أنواعاً جديدة لصواريخ باليستية عابرة للقارات، علماً أن زعيمها كيم جونغ أون صرح قبل أسابيع بأن بلاده طورت صاروخاً يستطيع بلوغ البر الأميركي، لكن مسؤولين وخبراء يعتقدون بأنها لم تقترب من امتلاك كل التكنولوجيا اللازمة لهذا الصاروخ. وقال جوشوا بولاك، رئيس تحرير دورية «حظر الانتشار» التي تتخذ من واشنطن مقراً إن «عرض أكثر من صاروخ من طراز بوكوك سونغ يشير إلى تحقيق كوريا الشمالية تقدماً في مساعيها لإطلاق صواريخ من غواصات، والتي يصعب رصدها». لكن الجيش الكوري الجنوبي شكك في عرض بيونغيانغ أنواعاً جديدة من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات خلال العرض العسكري. وبدت مشاعر الارتياح على كيم جونغ أون الذي ارتدى بزة سوداء وضحك مع مستشاريه، خلال متابعته احتفالات «يوم الشمس»، في حين تحدث مستشاره تشوي ريونج هاي قائلاً: «إذا نفذت الولاياتالمتحدة أي استفزاز متهور ضدنا، سترد قوتنا الثورية فوراً بضربة مهلكة، وبحرب شاملة على أي حرب شاملة، وعلى أي حرب نووية بحرب نووية». إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن ناطق باسم هيئة الأركان العامة للجيش الكوري: «سنحبط بأسلوب لا يعرف الرحمة ولا يترك فرصة للمعتدين للنجاة كل التحركات الاستفزازية للولايات المتحدة في المجالين الاقتصادي والعسكري، وسياساتها المعادية لنا عبر أشد رد فعل مضاد لقواتنا وشعبنا». وزاد: «وصلت الهستيريا العسكرية الخطيرة لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى مرحلة خطرة لا يمكن تجاهلها». وكان إطلاق البحرية الأميركية 59 صاروخاً من طراز «توماهوك» على قاعدة جوية سورية قبل عشرة أيام أثار تساؤلات في شأن خطط الرئيس الأميركي ترامب تجاه كوريا الشمالية التي أجرت تجارب صاروخية ونووية عدة، في تحدّ لعقوبات الأممالمتحدة، وتهدد دائماً بتدمير الولاياتالمتحدة. وسبق ذلك تحذير الولاياتالمتحدة من أن سياسة «الصبر الإستراتيجي» مع كوريا الشمالية انتهت. وبخلاف السنوات السابقة لم يحضر أي مسؤول صيني بارز العرض، علماً أن بكين، الحليف القوي الوحيد لكوريا الشمالية، كانت انتقدت التجارب الصاروخية والنووية الأخيرة لنظام كيم، ودعمت عقوبات دولية ضدها، فيما كررت الجمعة دعوتها إلى إجراء محادثات لنزع فتيل التوتر. كما صعّدت الضغط الاقتصادي على كوريا الشمالية عبر حظر، بدءاً من 26 شباط (فبراير) الماضي، كل وارداتها من الفحم الحجري من هذه الدولة تماشياً مع عقوبات الأممالمتحدة، علماً أن الفحم يعتبر أهم صادرات كوريا الشمالية. وأفادت شركة الطيران الصينية الجمعة بأنها ألغت قبل أسابيع بعض رحلاتها إلى بيونغيانغ بسبب ضعف الطلب. وأمس، كتبت صحيفة «غلوبال تايمز»، الناطقة باسم الحزب الشيوعي، «الأكيد أن كوريا الشمالية شعرت بصدمة من إسقاط القوات الأميركية ليل الخميس أم القنابل التي تزن 11 طناً على مقاتلين مرتبطين بداعش في أفغانستان».