سجلت الأرقام الإحصائية لإجمالي عدد زائري مهرجان «سوق هجر التراثي والثقافي»، أكثر من 28 ألف زائر وزائرة يومياً، منذ بدء فعالياته مساء الثلثاء الماضي، حتى مساء أول من أمس، بمعدل يومي 5500 زائر وزائرة. وساهم اعتدال درجات الحرارة في تدفق الزوار على المهرجان، طيلة أيامه الخمسة الماضية. وتشهد ليلياً مواقع المهرجان كافة حضوراً لافتاً من الزوار من رجال ونساء وأطفال، إلى ساعة متأخرة من الليل. وتفاعل زوار المهرجان مساء أول من أمس، مع اوبريت «البيعة»، الذي جسد حب أهل الأحساء وولاءهم لقيادتهم. وحكت كلماته التي صاغها رئيس لجنة الفعاليات في المهرجان مدير جمعية الثقافة والفنون سامي الجمعان، مبايعة الشعب لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز. وأشعلت كلمات الاوبريت وألحانه حماس زوار المهرجان وتفاعلهم، بالترديد والتصفيق طيلة مدة الاوبريت، التي استغرقت 15 دقيقة. وحظيت صالة صور «جماليات الخيل العربي الأصيل»، الذي تقيمه لجنة التصوير الضوئي في جمعية الثقافة والفنون، بتوافد عدد كبير من المهتمين بالتصوير الضوئي وبالخيول العربية. ويشرف على الصالة الفوتوغرافي يوسف الناصر. وضمت 33 صورة، ل11 فوتوغرافية، تركزت عدساتهن على لقطات جمالية لحركة الخيل العربي الأصيل، بخفته، ورشاقته، وجماله. وأعادت الفرقة المسرحية في المهرجان، إلى الأذهان «زفة المعرس» قديماً، بطريقة تراثية، أبهرت الزوار، الذين شاركوا في مسيرتها، وشاهدوا المعرس، يحيط به أصدقاؤه فرحين بزواجه، مرددين الأهازيج الشعبية والرقصات القديمة، إضافة إلى الموسيقى الإيقاعية والإضاءة المرافقة لخطوات المعرس. وعبر عدد من الزوار عن سرورهم بما شاهدوه، معربين عن أملهم في تطوير السوق، لتشمل المزيد من الفعاليات. كما اكتشف ركن الرسم الحر رسوماتٍ لأطفالٍ تعدت «الموهبة»، ليفجرون طاقاتهم الإبداعية على المكعبات الخشبية الموجودة داخل الركن، على غرار ما صنعت بتول بوخمسين (13 سنة)، التي أدهشت الزوار برسوماتها المختلفة، سواءً على ورق الرسم، أو على المكعب الخشبي، إذ رسمت لوحة جمعت بين التجريدي والتأثيري والسريالي، بمزيج من الألوان المتناسقة، لتثبت أن «تذوق الفن لا يعترف بحدود عمرية معينة». فيما شاركت وجود الشويش (11 سنة) بالرسم على المكعبات الخشبية، بلوحة تحمل «جوانب إبداعية تبشر بالاحتراف مستقبلاً». واستقطبت الرسومات التي تكتمل أجزاؤها يوماً بعد آخر، زوار السوق الذين تابعوا أداء الفنانات، وهن يمزجن الحاضر بالماضي، عبر لوحات تشكل حقبة زمنية معاصرة، محتفظين بجمال تلك اللوحات بالتقاط صور لها. وأشادت المشرفة على تنظيم الورشة مريم بوخمسين، بأهمية إلقاء الضوء على مثل هذا الفن داخل المهرجانات والفعاليات على مستوى الأحساء، مثل سوق هجر، كي «يبرز إبداع فتيات الأحساء الظاهر على لوحاتهن، التي جمعت بين المدارس الفنية المختلفة». وأضافت أن «الرسم المباشر أمام الجمهور، يعمل على خلق ثقافة فنية، ويرسخ في أذهانهن أهمية الفن وتطوير المواهب». إلى ذلك، استضاف البرنامج التلفزيوني، الذي يقدماه الزميلان عبدالله الحسين، وسهاد النونو، طفلاً وطفلة، سجلا حضوراً «مميزاً» في فعاليات المهرجان، وهما سبأ المومني التي جسدت دور «هجر»، ومهند الذكرالله الذي جسد دور «قيس»، اللذين تحدثا عن سبب اندفاعهما للمشاركة ضمن ملحمة «جواثى يسكنون» في نسختها الثانية، وعن تجاربهما في خوض المسرح وفنونه، وتأثرهما بما يشاهدانه من أعمال مسرحية، وكذلك طموحهما للوصول إلى مواقع متقدمة في عالم المسرح.