أكد وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي الحاجة لخريطة طريق لاندماج بلاده اقتصادياً مع دول الخليج العربية الست، وقال ل«الحياة» إن التركيز من اليمن على الجانب لاقتصادي، لأنه المفتاح للانضمام الكامل. كما طالب الوزير القربي بتوحيد الجهود للقضاء على «القرصنة»، لافتاً إلى أن بلاده ناقشت الأمر مع السعودية، التي بدورها تبنت الموضوع، ودعت دول المنطقة إلى توحيد الجهود للقضاء عليها. وأكد أن هناك تنسيقاً كاملاً في الجانب الأمني بين الرياض وصنعاء، تم من خلاله احباط الكثير من الاعمال الارهابية، التي ينوي التنظيم القيام بها. وتتطرق وزير الخارجية اليمني لأمور عدة طرحها في الحوار الآتي: ما أبرز القضايا التي ستبحثونها مع وزراء خارجية دول التعاون؟ - القضايا التنموية والوضع الاقتصادي الذي يعاني منه اليمن، وهناك القضية المتعلقة بالبرامج التنموية، كتخصيص الهبات والمعونات التي قدمت من دول الخليج في مؤتمر لندن للمانحين، وخصص منها ما يزيد على 80 في المئة من المبالغ التي اعتمدت، وكيفية تطوير الآليات التي تتبع التخصيص، من حيث انهاء دراسات المشاريع وتوقيع الاتفاقات، والعمالة في دول المجلس بعد مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإلحاق العمالة اليمنية بدول التعاون الست، وبالتالي كيف ننظر للآليات التي تحققت خلال هذه المبادرة في افساح المجال لليمن للعمل في دول مجلس التعاون. وهناك الجانب السياسي مع دول المجلس او مع الجانب الافريقي كأعمال القرصنة، والدور الذي تسهم به دول المجلس مع اليمن في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتهريب، والقضايا التي تهم امن واستقرار دول المجلس. ما المعوقات أو الخطوات التي تضمن انضمام اليمن الكامل الى مجلس التعاون؟ - التركيز من الجانب اليمني منصب على الاندماج الاقتصادي مع دول المجلس، لأنه المفتاح للانضمام الكامل، وهذا بالطبع يتطلب تأهيل اقتصاد اليمن، والعمل على كيفية تدفق الاستثمارات الخليجية لليمن وخلق فرص عمل، والتجربة التي مر بها اليمن بعد الطفرة النفطية الاولى في السبعينات، وتدفق العمالة على دول المجلس انعكسا على التنمية في اليمن، ونحن الآن نبحث في كل الوسائل، التي تسهم في تعزيز هذا التطور الاقتصادي. هل التأهيل الاقتصادي الذي أشرت إليه يأخذ وقتاً طويلاً؟ - التأهيل يأخذ بعض الوقت، ولكن في النهاية الذي يأخذ الوقت هو كيفية الدفع بالاستثمارات، واذا نظرنا الى التجربة الاوروبية في الاتحاد الاوربي، وانضمام دول كاسبانيا والبرتغال واليونان نجد انه اخذ نحو 20 عاماً، لكن كانت هناك ارادة واضحة، لتحقيق الاندماج في إطار خطة زمنية، وهذا الذي نريد ان نتوصل اليه وهو كيف نضع خريطة طريق للاندماج الاقتصادي. كيف ترى اليمن التجاذبات التي حصلت بين دول «التعاون» في توحيد العملة؟ - كما تعرف قضايا العملة والتأشيرات ما زال ينظر اليها من منظور سياسي للدول ومن منظور المصلحة الوطنية او المصلحة القطرية، فاذا نظرت للتجربة الأوروبية ستجد انها تنظر الى هذه الامور نظرة اضمن لاقتصادها ولعملتها الوطنية، كما انها تتحكم فيمن يتدفق الى اراضيها، وما نراه في دول المجلس من هذا التجاذب هو تفكير اصحاب القرار في الدول التي هي حتى الآن تتردد في الدخول في العملة المشتركة، ولكن هذا يجب الا يشكل عائقاً، لأنه في المستقبل سيناقش توحيد تأشيرة الدخول، لان هذه ستفرض نفسها على الاخرين لما تحققه من نجاحات في الدول التي اشتركت في هذا الجانب. وماذا عن رؤية اليمن؟ - هذا الموضوع لن نتطرق اليه، لانه يخص الدول العاملة والبنك المركزي، لكنه في النهاية يخضع لكل قرار من قرارات دول المجلس، لكن تأخر دولة عن الانضمام يجب ألا يمنع الدول التي رأت البدء في هذه العملية، لأنها قضية اعتقد أن بعدها المستقبلي في مصلحة دول المجلس في تعزيز الشراكة الاقتصادية والدمج الاقتصادي الكامل في دول المجلس. ماذا تم في موضوع القرصنة؟ - صحيح القرصنة بعضها في خليج عدن وبحر العرب لكن آثارها لا تقتصر على اليمن فقط بل على التجارة الدولية ودول المنطقة عموماً، ما أدى إلى توافد العشرات من القوارب البحرية العسكرية من أوروبا والصين والهند وغيرها من دول المنطقة، والكل شعر بخطورة تأثير هذه العمليات في الخط التجاري الرئيسي الذي يربط شرق وجنوب شرق آسيا مع أوروبا عبر مضيق باب المندب وبحرب العرب، وعلى رغم الجهود التي بذلت والنجاحات التي تحققت لم يتم القضاء على أعمال القرصنة، والسبب الذي أدى إلى أعمال القرصنة لم يعالج وهو الأوضاع في الصومال وغياب الدولة القادرة على أن تتحكم في شواطئها وأن تمنع القرصنة من الانطلاق من شواطئها، ولهذا كان تأكيد اليمن أن كل هذه المعالجات وتوافد البوارج الحربية إلى خليج عدن وبحر العرب لن تنجح إلا إذا استطعنا دعم الحكومة الصومالية وفرض سيطرتها وتحمل مسؤوليتها نحو الأمن واستقرار الصومال، وحماية شواطئها من هذه العصابات التي تقوم بالقرصنة، والسعودية في حديثنا معها حول موضوع القرصنة تبنت الدعوة إلى اجتماع قيادات البحرية المطلة على بحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر لتباحث دول المنطقة حول هذا الأمر وتنسيق جهودها، حتى نتحمل مسؤوليتنا بدلاً من الاعتماد على القوات الأجنبية في هذا الجانب، ونحن في انتظار الدعوات التي قدمتها السعودية التي نأمل بأن تلقى استجابة دول المنطقة. ولكن من وجهة نظرك ما هو العلاج الوحيد لمكافحة القرصنة؟ - يجب أن ينصب الجهد في بناء الدولة في الصومال وفرض سيطرتها على الأراضي الصومالية ومحاربة الأطراف التي تعيث فساداً في الصومال بالقرصنة. هل فعلاً اليمن مهيأ ليكون نقطة انطلاق «القاعدة»؟ - أعلن عن التنظيم منذ فترة وقائده يمني ونائبه سعودي، والمملكة واليمن في تنسيق كامل في الجانب الأمني، واستطاعا من خلال التعاون أن يحدا من الأعمال الإرهابية التي ينوي التنظيم القيام بها، ومن الصعب تحديد هل هما في السعودية أو اليمن، المهم أن تكون نظرة دول المنطقة وفي مقدمها المملكة واليمن تنطلق من مكافحة هذه العناصر في مواجهة التطرف والإرهاب في المنطقة. قد تكون التضاريس الجبلية ساعدتهم كما هو الوضع في أفغانستان؟ - التضاريس ليست في حد ذاتها، ولكن هل تلقى هذه العناصر تعاطف وتأييد المواطنين الذين يعيشون في المنطقة، مثلاً باكستان وعناصر طالبان كان هناك تعاطف من الباكستانيين الذي يعادون الولاياتالمتحدة ولم يقفوا موقف دعم للحكومة الباكستانية، ونحن في اليمن الوضع مختلف، فالشعب اليمني يرفض التعاطف مع الإرهابيين ويعتبر سنداً للحكومة في مكافحة الإرهاب، وبالتالي لا تشكل جبال اليمن الخطورة التي تتم الآن عندما تقارن الأوضاع بباكستان، وثبت ذلك في عدد من النجاحات التي حققتها الأجهزة الأمنية اليمنية أخيراً. إلى أية درجة إيران متورطة في دعم الحوثيين؟ - عندما نتحدث عن الدعم الذي يأتي للحوثيين فهو انطلاق من الإمكانات المتوافرة ويمكنهم من القيام بأعمال العنف في المنطقة، وأؤكد أن هناك دعماً يأتي لهذه العناصر من خارج اليمن ومن أطراف تنتمي إلى الطائفة الشيعية ومن مناطق عدة، منها في داخل إيران، لكن أؤكد أن الدعم لا يأتي من الحكومة الإيرانية. لكن هناك ولاء من «القاعدة» للحوثيين؟ - من الناحية الأيديولوجية «القاعدة» والحوثيون ضدان، وبالتالي لا أتصور أياً منهما يقبل بالآخر، لكن أحياناً عندما يهدفون إلى أطماع سياسية أو تخريبية يتحالفون لفترة موقتة، وعندما تتحقق مصالحهم يبدأون في الاقتتال، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار. هل ناقش الرئيس اليمني في زيارته الأخيرة مع الملك عبدالله تحويل المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو إلى السعودية؟ - ناقش مواضيع كثيرة، ولكن نحن نريد أن نتسلّم المعتقلين.