اعلن الجيش الأميركي انه قتل عدداً من مقاتلي حركة «الشباب الصومالية» في غارة نفذتها طائرة بلا طيار في منطقة شابيل السفلى التي تبعد نحو 32 كليومتراً من العاصمة مقديشو. وأوضح ان الغارة جاءت غداة أخرى استهدفت معسكراً للمتشديين في منطقة باي التي تبعد مئة كيلومتر من غرب مقديشو، وحملت الرقم 23 في عدد الغارات هذه السنة، من دن ان يمنع ذلك تفجير الحركة شاحنة مفخخة في مقديشو الشهر الماضي، ما أوقع أكثر من 350 قتيلاً، في الاعتداء الأكبر للحركة في افريقيا. في غضون ذلك، كشف تقرير اصدرته لجنة الرقابة على الصومال التابعة للأمم المتحدة أن فصيل الشيخ عبد القادر مؤمن التابع لتنظيم «داعش» تمدد في شكل واسع خلال العام الماضي، ونفذ هجمات في منطقة بونتلاند شمال شرقي الصومال، وحصل وفق منشقين عن الفصيل على تمويل من قادة المجموعة في سورية والعراق. وأورد التقرير أن «فصيل الشيخ مؤمن يضم نحو 200 مقاتل بعدما كان عدد افراده لا يتجاوز بضع عشرات في 2016»، علماً ان طائرة أميركية بلا طيار استهدفت الفصيل الأسبوع الماضي، في أول عملية لواشنطن ضد «داعش» في القرن الأفريقي. وأشار الى تسجيلات هاتفية لمؤمن «كشفت اتصاله بعميل لداعش في اليمن كان بمثابة وسيط مع كبار قادة التنظيم في العراق وسورية، على رغم أن طبيعة هذه الاتصالات بالتحديد غير واضحة». وسيطرت المجموعة على بلدة قندلة في بونتلاند في تشرين الأول (اكتوبر) 2016، وأعلنتها مقراً «للخلافة الإسلامية» في الصومال، قبل أن تطردها قوات في بونتلاند بدعم مستشارين عسكريين أميركيين. وفي شباط (فبراير)، اقتحم مسلحون من «داعش» فندقاً في عاصمة بونتلاند، بوساسو. وفي أيار (مايو)، نفذ الفصيل أول اعتداء انتحاري استهدف نقطة تفتيش تابعة للشرطة قرب بوساسو، ما أسفر عن خمسة قتلى. لكن مراقبي الأممالمتحدة قالوا إن «الجماعة لم تظهر أي إشارات الى تزايد قدراتها التكتيكية خلال هجومها الأول الذي استهدف فندقاً». وأبدى التقرير قلقاً من تحول إقليم باري إلى ملاذ محتمل لمقاتلي «داعش» الأجانب في وقت يطرد المتطرفون من معاقلهم في سورية والعراق، معتبراً أن «داعش» في الصومال «يشكل عامل جذب طبيعياً أكثر للمقاتلين الإرهابيين الأجانب، مما تشكله حركة الشباب التي تريد انشاء حكومة تطبق حكم الشريعة الإسلامية». وجذب إقليم باري عدداً محدوداً من المقاتلين الأجانب، بينهم السوداني «أبو فارس» المدرج اسمه على لائحة الإرهاب الأميركية لتجنيد مقاتلين اجانب لحركة الشباب. وفيما يتمدد الفصيل، يبدو أن مقاتليه لا ينالون أجوراً او يدفع لهم القليل، إذ لا يحصل المقاتلون غير المتزوجين على رواتب، في حين يتقاضى المتزوجون 50 دولاراً شهرياً، إضافة إلى 10 أو 20 دولاراً عن كل طفل وفق العمر. وقدّر التقرير مجموع الرواتب بأنها بين 3 و9 آلاف دولار شهرياً، ما يسمح لقادة التنظيم بتمويل التمرد بموازنة محدودة». ورجح المراقبون الأمميون أن يواجه الفصيل انشقاقات متوالية لمقاتلين يحصلون على أجور ضئيلة، وهي مشكلة تواجهها حركة الشباب ايضاً.