سجلت محطات الرصد الزلزالي التابعة للشبكة الوطنية في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية أمس (الجمعة) نشاطاً زلزالياً ملحوظاً شمال وشمال غربي مدينة النماص بمسافة تصل إلى 16 كلم، كما بلغ عدد الهزات الأرضية المسجلة حتى تاريخه 35 هزة أرضية، وهي عبارة عن ارتدادات للهزات الأرضية التي بدأت في المنطقة منذ الجمعة الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. وقال المدير العام للمركز الوطني لرصد الزلازل والبراكين بالهيئة المهندس هاني زهران في حديثة ل«الحياة»: «إن النشاط الزلزالي بدأ منذ تسعة أيام، وتحديداً في الثالث من نوفمبر الجاري، إذ تم تسجيل 35 هزة أرضية منذ بدء النشاط»، مشيراً إلى أن ما يحدث حالياً من نشاط زلزالي في المنطقة هو أمر طبيعي جداً وسيستمر لأيام عدة مع تناقص عدد الزلازل وقوتها حتى ترجع المنطقة إلى حال الاستقرار الطبيعي لها، منوهاً إلى أن أكبر تلك الهزات هي الهزة الأولى التي وقعت الساعة 4:06:52 من صباح الجمعة 3-11-2017 شمال غربي مدينة النماص بمسافة 16 كلم، وبلغت قوتها أربع درجات على مقياس ريختر. وتابع: «تقع الهزة في منطقة التقاء ثلاثة صدوع، منها صدعان موازيان للبحر الأحمر باتجاه الشمال - شمال غربي، تتقاطع مع الصدع الانزلاقي المسبب للهزات باتجاه الشمال الشرقي، وتقوم الهيئة ومنذ بداية النشاط الزلزالي بإجراء الدراسات الزلزالية لتحديد وفهم طبيعة هذا النشاط، إذ تشير حلول ميكانيكية أن حدوث الهزة التي قامت الهيئة بإجرائها أن «الصدع» المسبب لحدوث الهزة الرئيسة يأخذ اتجاه الشمال الشرقي، وهو صدع ذو إزاحة أفقية، كما نود أن نشير إلى أن وجود سد حلباء الذي يقع على مسافة حوالى ثلاثة كلم موقع الهزات التي حدثت أخيراً شمال غربي مدينة النماص، وقد يكون مؤثراً من حيث تنشيط الصدع المسبب لهذا النشاط الزلزالي». وأشار زهران إلى أن ما تم تداوله أخيراً في أوساط التواصل الاجتماعي من أن هناك احتمالية لحدوث ثوران بركاني نظراً لوجود فوهة بركانية بالقرب من منطقة الهزات الأرضية عارٍ تماماً من الصحة ولا توجد أي مؤشرات لحدوث أي ثوران بركاني، وأن ما يشاع عن وجود فوهة بركانية بالقرب من منطقة الزلازل ليس صحيحاً، وإنما هي لتراكيب جيولوجية بعيدة كل البعد عن النشاط البركاني، وتسمى هذه التراكيب معقد حلقي من صخور الجابرو (معقد لكثه). وطالب المواطنين بعدم الاستماع والانصياع لما يتم تداوله عبر وسائط التواصل الاجتماعي، وقال: «نرجو من المواطنين الدخول على موقع الهيئة ومتابعة ما تم التوصل إليه من نتائج، وإن الهيئة تراقب النشاط الزلزالي والبركاني على مدار الساعة، وتقوم بالتبليغ الفوري للجهات ذات العلاقة في حال وجود أي مؤشرات لحدوث أي نشاط بركاني».