أظهر قتل مسلحين تابعين لتنظيم «داعش» 5 سائقين في وسط سيناء أمس، سعي التنظيم بإلحاح إلى استهداف مشاريع التنمية في سيناء بعد تضييق الخناق عليهم من قبل قوات الجيش التي أحكمت السيطرة على المنطقة الصحراوية الجنوبية المتاخمة لمدن شمال سيناء، التي طالما اتخذها المسلحون ملاذاً للتخفي. وأتى تدمير شاحنات تنقل كميات من الأسمنت من مصنع في وسط سيناء، وقتل سائقيها، بعد هجوم فاشل استهدف المصنع قبل أسابيع، ما أكد أن مشاريع التنمية في منطقة وسط سيناء باتت هدفاً ذا أولوية لدى «داعش». ويخوض الجيش والشرطة في مصر حرباً ضروساً في سيناء مستمرة منذ 4 أعوام، ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة التي انتشرت في شمال سيناء عقب تولي الرئيس المعزول محمد مرسي الحكم في منتصف عام 2012. وبعدما حققت القوات نجاحات في الحرب ضد الإرهاب، التفت الجيش إلى «معركة التنمية» والتعمير في شبه جزيرة سيناء، باعتبارها «سلاحاً ناعماً» للقضاء على الإرهاب، بعد سنوات طويلة عانت منها سيناء من التهميش وقلة الخدمات المقدمة لمواطنيها، الأمر الذي ساهم في شكل كبير في انتشار التنظيمات الإرهابية المسلحة على أرضها. وبحسب أرقام مُعلنة، رصد مجلس الوزراء 17 بليون جنيه لمشروعات تنموية في سيناء، إضافة إلى اتفاقات تمويل مع دول عدة أبرزها السعودية التي وقعت اتفاقات مع الحكومة المصرية لتمويل مشروعات تنموية في سيناء، من ضمنها إنشاء جامعة الملك سلمان وطرق وتجمعات سكنية وزراعية وصناعية. وقال عضو الجهاز الوطني لتنمية سيناء محمد السيد ل «الحياة»، إن مشروعات التنمية في سيناء مستمرة في كل القطاعات من الشمال إلى الجنوب، مشيراً إلى أن الهيئة استطاعت في الفترة الأخيرة إيصال الكهرباء إلى جميع المنازل والقرى التي تم الانتهاء من بنائها حتى الآن، إلى جانب تشغيل جميع آبار المياه التي ستساهم في زراعة كل الأراضي التي تدخل ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان في سيناء. وأكد أن الاستثمارات في قطاع الكهرباء في سيناء وصلت إلى 80 مليون جنيه، إذ ساهمت في إحداث عملية إحلال وتجديد وزيادة عدد المحطات، مشيراً إلى أن شركة «القناة لتوزيع الكهرباء» أصبح لديها فائض كبير سيتم استغلاله في المشروعات الجاري تنفيذها في الفترة الحالية. وعن جهود القوات المسلحة في التنمية في سيناء، أكد مستشار كلية القادة والأركان العسكرية اللواء محمد الشهاوي ل «الحياة» أن الجيش المصري قضى على أكثر من 96 في المئة من البؤر الإرهابية في سيناء، وفي الوقت ذاته يساهم الجيش في تنفيذ مشروعات التنمية في وقت قياسي في مجالات عدة منها الطرق والإسكان والصناعة إلى جانب إنشاء عدد من الأنفاق التي ستساهم في الربط بين سيناء وبقية محافظات غرب القناة. ورأى الشهاوي أن تعاون قبائل سيناء مع قوات الجيش من طريق مد الاستخبارات المصرية والأجهزة الأمنية بمعلومات عن العناصر التي لها علاقة وتواصل بالتنظيمات المسلحة ساعد قوات الجيش في الحرب على الإرهاب، مؤكداً أن اقتلاع جذور الإرهاب لن يتحقق إلا بإحداث تنمية حقيقية على أرض الواقع يشعر بها مواطنو سيناء، مشيداً بحرص القيادة السياسية في مصر على الاهتمام بمستوى التعليم بعد إنشاء مدارس عدة وجامعة في العريش. من جانبه، قال شيخ قبيلة الرميلات في شمال سيناء عيسى الخرافين ل «الحياة»، إن مشروع مدينة رفح الجديدة التي تبعد عن الحدود مع فلسطين 7 كيلومترات هو أول المشاريع التي سيستفيد منها المواطن في سيناء، إذ من المفترض أن توفر المدينة الجديدة أكثر من 6 آلاف وحدة سكنية لأبناء سيناء. وأضاف أن أفضل وسيلة للتنمية في ظل العمليات العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية في سيناء هي الزراعة، إذ إن العناصر المسلحة تستطيع أن تستهدف المصانع والمؤسسات ولكن لن تستطيع استهداف الأراضي الزراعية. وطالب الخرافين الحكومة المصرية بضرورة توفير فرص عمل وخدمات للمواطنين لرفع مستوى معيشتهم، مشدداً على ضرورة استمرار تنفيذ التنمية في سيناء، بالتوازي مع مجابهة الإرهاب.