فيما تفاعلت في مصر الأحد، تداعيات الحادث الإرهابي الذي وقع مساء الخميس، في العريش بشمال سيناء، رصدت الحكومة 10 مليارات جنيه، للتنمية ومكافحة الإرهاب في شبه الجزيرة التي تشهد تصعيداً خطيراً في العمليات الإرهابية.. بالتوازي مع قرار جمهوري صدر السبت، بتشكيل قيادة عسكرية عليا موحدة لمنطقة شرق القناة هي الأولى لمكافحة الإرهاب، عُهد لقائد الجيش الميداني الثاني اللواء أسامة عسكر، برئاستها بعد ترقيته إلى رتبة الفريق. كما أصدر الرئيس السيسى قراراً بتأسيس جامعة مصرية، تحمل اسم، الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - في منطقة جبل الجلالة بسيناء. إصرار وتحدٍّ وفي كلمة وجهها لمواطنيه، عقب اجتماع طارئ للمجلس العسكري، السبت، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن المواجهة مع الإرهاب صعبة وقوية وشرسة وستأخذ وقتًا طويلًا، وأن رجال الجيش مستعدون لدفع ثمن المواجهة غاليًا، وقال: "إن مصر تجابه أقوى تنظيم سري في العالم، وهذا معناه أن المصريين في 30 يونيو و3 يوليو اتخذوا قرارًا من أخطر القرارات في العصر الحديث". جامعة الملك عبد الله من جهة أخرى، شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمس الأحد، ندوة تثقيفية تقيمها القوات المسلحة بمسرح الجلاء، للتأكيد على ضرورة مواجهة الإرهاب وتكثيف جهود الدولة لمواجهته والقضاء عليه، وتطهير أرض سيناء من العناصر المتطرفة، وأكد الرئيس خلالها على أن قائد القيادة الموحدة لشرق القناة، الفريق أسامة عسكر، مكلف بتحقيق الأمن والاستقرار فى سيناء، بالإضافة إلى مهام أعمال وتنمية هذه المنطقة الغالية من أرض الوطن، منوهًا إلى تخصيص ميزانية قدرها 10 مليارات جنيه للتنمية ومكافحة الإرهالب بسنياء، كما أصدر توجيهاته بضرورة تأسيس جامعة بأموال المصريين تحمل اسم الملك عبد الله بن عبد العزيز الراحل، فى منطقة جبل الجلالة بسيناء، على أعلى قمة للجبل «700 متر»، لتكون رمزًا لتعاون الراحل الكبير مع مصر وشعبها خلال الفترة الماضية، ووقوفه بنصح وإخلاص إلى جوار الشعب المصري. مواجهة الإرهاب وبالتوازي، طالبت أحزاب وقوى سياسية التعبئة العامة لمواجهة الهجمات الإرهابية، بكافة الوزارات والمصالح والمؤسسات والأحزاب والمحافظات والمجالس المحلية في الحرب ضد الإرهاب بحيث تكون الأولوية القصوى لدى كل هذه المؤسسات، ولدى كل مواطن هي استئصال جذور الإرهاب وتصفية كل أوكاره ومعاقله سواء في سيناء أو أي بقعة من الأرض المصرية، والرد على الأكاذيب والشائعات المغرضة، وتطهير مؤسسات الدولة مما وصفه ب «اختراق العناصر الإرهابية» للرد على الهجمات الخسيسة من الجماعات التكفيرية المتأسلمة. تغير قطري وفي سياق آخر، أكدت حركة «إخوان بلا عنف» أن قطر قررت السماح بعودة بعض قيادات الإخوان إلى العاصمة القطريةالدوحة، بعد ترحيلهم سابقًا، ومنهم الأمين العام للجماعة، محمود حسين ومدير مكتب القرضاوى السابق، عصام تليمة والمتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، حمزة زوبع، وذلك فى إطار تغير الموقف القطري بعد وفاة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، على حد وصفهم. وأضافت الحركة، فى بيانٍ لها، أن من بين الشخصيات التى تتنقل ما بين تركياوقطر أيضا، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة المنحل، القيادي الإخواني عمرو دراج، وعضو مجلس الشعب السابق عن حزب الحرية والعدالة، أشرف بدر الدين، والداعية الإخوانى وجدى غنيم، ووكيل وزارة الأوقاف السابق والقيادى بالجماعة، جمال عبدالستار. إغلاق الطرق أمنيًا، فيما يتواجد بغرف العمليات بالعريش، كبار القادة العسكريين والشرطيين بوزارتي الدفاع والداخلية، وصلت لمحافظة شمال سيناء المصرية تعزيزات أمنية جديدة من الآليات الأمنية وفرق خاصة للتدخل السريع، كما وأغلقت قوات الأمن كافة المحاور والشوارع المؤدية والموازية لمقرات الجيش والشرطة وأجهزة الأمن والمصالح الحكومية، فى إجراء احترازي منعاً لاختراقها بسيارات مفخخة، وتم استبدالها بطرق وشوارع فرعية بديلة لسير المواطنين منها، وواصلت تشكيلات من الجيش عمليات التوغل والتمشيط بمناطق رفح والشيخ زويد لاصطياد العناصر الإرهابية، من المطلوبين أمنيا من أنصار بيت المقدس، وأكد مصدر أمنى أن القوات قامت بأعمال تمشيط بقرى ومناطق «المطلة، وجوز أبورعد، والمهدية والخرافين» برفح، والمناطق الممتدة جنوبى رفح والشيخ زويد وشرق العريش، وألقت القوات، القبض على 7 من المشتبه بهم، فى حين فر عشرات من المسلحين بمناطق جنوبية تم محاصرتها . محاولة فاشلة وعلى صعيدٍ متصل، شهدت شمال سيناء، أمس، محاولة فاشلة لاستهداف القوات بمنطقة «ساحل بحر العريش» بعد قيام مجهولين بزراعة عبوة ناسفة انفجرت فجراً دون أن تتسبب فى أضرار أو توقع خسائر، كما أطلق مجهولون النار على مجند جيش أثناء خدمته بالقرب من فندق بمنطقة ضاحية السلام، وأصيب بطلق ناري فى الساق، نقل على إثره لمستشفى العريش العسكرى لتلقى العلاج. وانتشرت قوات الشرطة بشكل مكثف بمختلف أنحاء مدينة العريش وعلى الحواجز على طريق العريش القنطرة، وتقوم بعمليات تفتيش دقيقة للمسافرين من وإلى محافظة شمال سيناء . قضائياً، استكملت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بأكاديمية الشرطة برئاسة المستشار محمد سعيد الشربينى، نظر محاكمة المرشد العام لجماعة الإخوان محمد بديع، و190 آخرين فى القضية المعروفة إعلاميًا بقضية «اقتحام قسم شرطة العرب»، لاتهامهم بالتحريض على اقتحام قسم شرطة العرب ببورسعيد، وقتل ضباطه وجنوده وسرقة الأسلحة الخاصة بالقسم وتهريب المحتجزين به، الأمر الذى أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة العديد من ضباط وأفراد القسم، وذلك أثناء فض اعتصام رابعة العدوية، العام الماضى.