وجه أهالي مدينة العريش شمال سيناء، وهي إحدى ثلاث مناطق ملتهبة ينشط فيها مسلحون تابعون لتنظيم «داعش» (العريش والشيخ زويد ورفح)، رسالة تحدٍ واضحة الى التنظيم الإرهابي يؤكدون فيها دعمهم الكامل أجهزة الدولة المصرية في حربها ضد الإرهاب الذي عاد ليضرب في المدينة مُجدداً، إذ جال مئات الأهالي، يتصدرهم الأطفال والشباب، أرجاء العريش في ماراثون بمشاركة قيادات رسمية وقبلية مساء أول من أمس. وواصل التنظيم استهداف المدنيين بهجماته، إذ أصيبت الطفلة امتثال موسى عبدالله (10 سنوات) برصاصة أمام منزلها في حي الصفا، أحد أحياء رفح السكنية، والشاب معاذ نعيم حمدين (25 سنة) في قرية الطايرة جنوب رفح، ونقلا إلى المستشفى لإسعافهما. وقالت مصادر قبلية ل «الحياة» إن الماراثون الشعبي هدفه «التأكيد الكامل على دعم الأهالي جهود الدولة في مواجهة الإرهاب، في ظل محاولات التنظيم الإرهابي مراراً وتكراراً بث الزعر في نفوسهم، وتحذيرهم من التعاون مع القوات المسلحة المصرية»، لافتة إلى أن هذا الماراثون هو الخامس منذ مبايعة تنظيم «أنصار بيت المقدس» ل «داعش» نهاية عام 2014، إذ يأتي بمثابة تجديد لرسائل الدعم، ورفع الروح المعنوية للأهالي ممن يعيشون في ظروف غير عادية، وغالباً ما تتبع تلك الماراثونات هجمات لاستهداف مدنيين من جانب التنظيم الإرهابي. وتقدم الماراثون وكيل وزارة الشباب والرياضة في محافظة شمال سيناء إيهاب حسن عبدالوهاب، وأمنته قوات الشرطة قبل أن ينفض من دون أي حوادث، ودفعت مديرية الصحة في المحافظة بسيارات إسعاف عدة تحسباً لأي هجمات. وجاب الماراثون شوارع وسط المدينة التي وصل عدد سكانها عام 2012 الى أكثر من 164 ألف شخص. وكان تنظيم «داعش» الإرهابي أصدر بيانات عدة خلال العامين الماضيين، منذ مبايعة تنظيم «أنصار بيت المقدس» ل «داعش»، يحذر فيه الأهالي من التعاون مع الأمن، فيما نفّذ التنظيم عمليات اغتيال لمدنيين كان آخرهم شيخ قبيلة الرميلات عطا الله أبو ركاب الذي كان يستقر في رفح قبل انتقاله إلى مدينة القنطرة (شرق الإسماعلية). ويعتمد «داعش» في شكل رئيس على تلك العمليات لإرهاب القبائل، لكن تلك الاستراتيجية أثبتت فشلها، وربما أتت بنتائج عكسية، إذ شكلت القبائل اتحاداً لدعم أجهزة الأمن في حربها ضد الإرهاب. في غضون ذلك، أحبطت قوات حرس الحدود المصرية تسلل 88 شخصاً، بينهم سودانيان إلى الأراضي الليبية عبر السلوم مساء أول من أمس، ما يعكس مدى نجاح القوات الأمنية في ضبط الحدود الغربية المتاخمة لليبيا لمنع تسلل عناصر تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي إلى الأراضي المصرية، أو فرار مطلوبين إلى ليبيا لتلقي تدريبات هناك. ولا تعلن السلطات غالباً نتائج التحقيقات مع الموقوفين بتهم التسلل غير الشرعي، وإن كان هدفهم السفر للالتحاق بالجماعات الإرهابية أو من أجل العمل. واللافت أن 43 من الموقوفين ينتمون إلى محافظة المنيا في الصعيد، وهي من المحافظات التي تسجل أعداداً ضخمة من المنتمين الى جماعات إسلامية متشددة، وشهدت في أيار (مايو) الماضي هجوماً إرهابياً تبناه «داعش» استهدف حافلة ركاب تُقل مسيحيين كانوا في طريقهم إلى دير الأنبا «صموئيل» في الصحراء، وقُتل فيه 29 مسيحياً بينهم أطفال. وأعلن الناطق العسكري العقيد أركان حرب تامر الرفاعي عصر أمس عن تمكن قوة إنفاذ القانون في الجيش الثالث الميداني وسط سيناء من اعتقال تكفيريين خلال قيامهم بزرع عبوات ناسفة في طريق تحرك القوات، بالإضافة إلى تدمير ثلاث عربات دفع رباعي وثلاث دراجات نارية وأربعة أوكار تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة ومخزن فيه كمية كبيرة من المواد البترولية خاصة بالعناصر التكفيرية.