قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن «مصر في حالة حرب على الإرهاب بالوكالة عن العالم كله»، في وقت أشار إلى «سعي مصر لزيادة قدرة جيشها وتزويده بالأسلحة الحديثة لمواجهة الخلل في التوازن الاستراتيجي في المنطقة العربية، في إشارة إلى الصراعات في سورية وليبيا واليمن. وأشاد السيسي بمشروع «نيوم» الذي أطلقته المملكة العربية السعودية أخيراً، ووصفه ب «المشروع الكبير»، مشيراً إلى «تطوير البنية الأساسية في سيناء دعماً للمشروعات السياحية، مع إقامة طريقين أحدهما من بورسعيد إلى خليج السويس». ولفت السيسي خلال لقائه مجموعة من الإعلاميين المصريين ومراسلي وكالات أجنبية على هامش «منتدى شباب العالم» في مدينة شرم الشيخ الساحلية، إلى صفقات تسليح متطورة أبرمتها مصر حديثاً مع دول عدة ضمن استعدادات لمواجهة أي محاولات تسلل لعناصر تنظيم «داعش» الإرهابي إلى الأراضي المصرية. وقال: «كلما تطورت الأمور بالنسبة إلى «داعش» في سورية والعراق، برز في المقابل تحرك متوقع للعناصر الإرهابية إلى منطقة أخرى فيها ظروف مواتية لهم لتكوين ميليشيات مسلحة، وبالتالي لا بد أن يكون الجيش جاهزاً لمواجهة أي عناصر إرهابية تتسلل عبر الحدود». وأشار إلى الحدود الغربية المصرية فقال: «الدول الأوروبية أصبحت تدرك ما يمثله عدم الاستقرار في ليبيا على أمنها». وأضاف الرئيس المصري: هناك جهد كبير يتم لتأمين الحدود على طول 1200 كم، عبر الاستعانة بالقوات الجوية، موضحاً أن «الوضع في سيناء حقق نجاحاً باستمرار، وحرصنا خلال العمليات على ألا يتعرض المدنيون الأبرياء لأي ضرر». وأشار إلى هجوم الواحات قائلاً: «البؤرة التي نفذت العملية الأخيرة تمت تصفيتها إلا شخصاً واحداً، وهو أوقف حياً وسيتم بث اعترافاته إعلامياً». وكانت قوة من الشرطة تعرضت لهجمات عناصر إرهابية على صلة بتنظيم «القاعدة» الإرهابي في ليبيا منتصف الشهر الماضي، عند الكيلو 135 في طريق الواحات (غرب القاهرة) أسفرت عن استشهاد 16 ضابطاً وجندياً، ومقتل وجرح 15 إرهابياً، قبل أن يلاحق الجيش فلول الخلية الإرهابية ويقتلهم جميعاً بعدما حرر ضابطاً اختطف خلال الهجوم. وانتقد الرئيس المصري في ذلك السياق، التغطية الإعلامية للهجوم، ووصفها ب «المتجاوزة للمهنية»، مناشداً كذلك مراسلي الوكالات الأجنبية نقل ما يحدث في مصر «بأمانة». إلى ذلك، أكد السيسي «دعم مصر قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر في إطار دعمها الحل السياسي لأي صراع والحفاظ على وحدة الدولة الليبية واحترام إرادة الشعب»، ما استوجب «دعم الجيش الوطني الليبي وليس الميليشيات المسلحة»، موضحاً في الوقت ذاته أن «دعم مصر حفتر لا يأتي على حساب الرئيس فايز السراج، لكننا ندعم الحوار والتوصل إلى حل سياسي في إطار اتفاق الصخيرات». ونبه الرئيس المصري إلى تخوفات من انتقال عناصر «داعش» من ليبيا إلى مصر، مؤكداً أن مصر «لا تنفذ عمليات خارج حدودها وإنما تنفذها ضد عناصر تسللت إلى داخل الحدود المصرية». وأكد السيسي «حرص مصر حكومة وشعباً على دعم العلاقات مع إيطاليا»، مشيراً إلى كونها أول دولة ساندت مصر بعد ثورة حزيران (يونيو) 2013، كما تربطها علاقات اقتصادية وثيقة بمصر. وكانت العلاقات المصرية- الإيطالية تأثرت بمقتل الباحث جوليو ريجيني نهاية كانون الثاني (يناير) من العام الماضي. ولفت السيسي إلى «حرص مصر الكشف عن غموض قضية الباحث الإيطالي بكل شفافية، وعبر التعاون بين القضاء المصري والإيطالي»، قبل أن يشير إلى «وقوع الحادث أثناء وجود وفد اقتصادي إيطالي في مصر والذي قطع زيارته بعد الحادث مما يثير التساؤلات». وشهدت العلاقات المصرية- الإيطالية تحسناً ملحوظاً في الشهور الماضية تُرجمت بعودة تبادل السفراء بين القاهرة وروما منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي، بعدما خفضت الأزمة التمثيل الديبلوماسي بينهما. وعلى الصعيد الداخلي، ربط الرئيس المصري ترشحه لفترة رئاسية ثانية بكشف حساب يقدمه إلى المصريين حول ما أنجزه خلال الأعوام الماضية، قائلاً: «رد فعل المصريين إزاء كشف الحساب هو الذي سيحدد إذا ما كان سيترشح لفترة ثانية»، مشيراً إلى «القدرة على مواجهة أي تحديات مهما كان حجمها ما دام هناك اصطفاف مصري». وأضاف: في حال عدم وجود هذا الاصطفاف سأشعر بالقلق، لأنني لا أشعر بالقلق تجاه أي تحديات خارجية وإنما ما يحدث في الداخل». الرئيس المصري: موقف دول المقاطعة من قطر ثابت شرم الشيخ - «الحياة» - أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استمرار الموقف المصري- السعودي- الإماراتي- البحريني المشترك تجاه قطر، راهناً أي تغيّرات مستقبلية فيه باستجابة قطر لمطالب الدول الأربع. وقال السيسي إن «موقف الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب تجاه قطر ثابت وواضح، وهو التمسك بالمطالب ذاتها، إلى أن يتم الاستجابة لها، وعليهم في قطر الرد عليها». وخلال لقائه مجموعة من الإعلاميين على هامش «منتدى شباب العالم» مساء أول من أمس في مدينة شرم الشيخ، نفى السيسي أي تغيرات في لهجة الدول الأربع تجاه قطر، قائلاً «اللهجة ما زالت حادة وحاسمة»، وذلك رداً على تساؤل حول إذا ما كانت لهجة الدول الأربع إزاء قطر قد لانت. وكان السيسي تجاهل ذكر الأزمة مع قطر خلال كلمات عدة ألقاها ضمن فعاليات «منتدى شباب العالم» في منتجع شرم الشيخ السياحي، والذي اختتمت أعماله مساء أمس، فيما لفت قبل أيام إلى دول «تستخدم الإرهاب لتدمير دول أخرى واستهداف مصالحها»، وذلك خلال لقاء مفتوح مع الشباب المشاركين في المنتدى.