غادر القاهرة رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني، بعد زيارة إلى مصر استغرقت 3 أيام، أجرى خلالها مباحثات مع عدد من المسئولين المصريين حول دعم العلاقات الثنائية وآخر التطورات في ليبيا. وأكد الثني أن مصر عملت على تغيير وجهات نظر دول عديدة لشرح ما تتعرض له ليبيا من إرهاب واستطاعت أن توقف دعم تلك الدول للجماعات المسلحة، مؤكداً أن بعض الدول غيرت وجهة نظرها وموقفها من ليبيا بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس السيسي إلى السودان وكذلك زيارة الحكومة الليبية مؤخراً إلى السودان. وأضاف الثني أن هناك دولاً عربية بعينها تقوم بعرقلة المسار الديمقراطي والشرعي وكذلك محاربة الإرهاب في ليبيا بدعمها للجماعات المسلحة في إشارة إلى دولة قطر التي تحفظت مؤخراً على الضربة الجوية المصرية، مؤكداً أن مصر وليبيا في خندق واحد هو محاربة الإرهاب. وأكد الثني أن تصريحات ما تسمي نفسها بحكومة طرابلس بشأن الضربة العسكرية التي قامت بها القوات الجوية المصرية ضد تنظيم داعش لا تعبر عن الدولة الليبية، مشيراً إلى أن هذه الحكومة فاقدة للشرعية الإقليمية والدولية. وأكد أن الحكومة الليبية المؤقتة والبرلمان الشرعي والجيش الليبي فقط من يمتلكون تلك الشرعية ويرحبون بأي جهد مصري للقضاء على الإرهاب، مؤكداً أن تلك الضربة تمت بالتنسيق بين القيادة المصرية والقيادة الليبية. وأكد رئيس الوزراء الليبي أن الحكومة الليبية المؤقتة لم ولن تقف ضد الحوار الدائر حالياً في جنيف، موضحاً أن الحكومة طلبت تأجيل الحوار للتشاور ولم تعلن مقاطعتها له. وكشف أن وتيرة الحوار ستكون أسرع خلال الفترة القادمة نتيجة خطر الإرهاب الذي بات يهدد الجميع، مشدداً على ضرورة التوصل إلى حل يرضي الشعب الليبي والأطراف الليبية كافة. ولفت إلى أن الحكومة الليبية المؤقتة شاركت في الحوار بناء على شروطها المسبقة والتي تتمثل في الاعتراف بشرعية البرلمان والتي لن تتنازل عنها، مؤكداً في الوقت نفسه أن الحكومة تنازلت وما زالت على استعداد لمزيد من التنازلات من أجل إنجاح الحوار لعبور ليبيا من وضعها الخطير حالياً. ووصف رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني استمرار قرار حظر تسليح الجيش الليبي حتى هذه اللحظة بالظالم، مشيراً إلى أن الحكومة الليبية لا تستطيع شراء أي قطعة سلاح أو ذخيرة للجيش، مشدداً على ضرورة رفع هذا الحظر لمواجهة الإرهاب والذي لا يعرف وطناً أو حدوداً. وأعب عن استغرابه في استمرار هذا الحظر في الوقت الذي تقوم دول بتدعيم الجماعات المسلحة بالسلاح لمواجهة الدولة، معرباً عن أسفه لموقف دول بعينها من هذا القرار. وأكد أنه يجب تضافر الجهود كافة لمحاربة الإرهاب والإرهابيين، لأن ذلك خطر سينتشر حتى داخل الدول التي ترفض حالياً تسليح الجيش الليبي وترفض تشكيل قوة عربية لمحاربة الإرهاب. من ناحية أخرى أكد مساعد وزير الخارجية المصري لشئون دول الجوار أسامة المجدوب، أن مصر تدعم الحوار الوطني في ليبيا، وتسليح الجيش الليبي، من أجل التصدي للجماعات الإرهابية. وقال المجدوب، خلال مباحثات أجراها مع كاتب الدولة لدى وزير الخارجية التونسي التوهامي العبدولي المكلف بالشئون العربية والإفريقية، إن موقف بلاده من الأزمة الليبية يرتكز على دعم الحوار الوطني الليبي. وأضاف أن موقف مصر يقوم أيضاً على جعل المجتمع الدولي يدرك أهمية رفع الحظر المفروض على تسليح الجيش الليبي، حتى يتمكن من التصدي للجماعات الإرهابية، التي ما فتئت تتمدد في أرجاء القطر الليبي، درءًا لأي خطر يهدد الأمن القومي المصري والتونسي، وجميع دول الجوار، والمنطقة عموماً.