لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب - ازدادت مخاوف الاستخبارات الأميركية من عودة متطرفين من سورية، مع تحذيرات من تحول هذا البلد إلى «أفغانستان ثانية»، في وقت يسعى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) للسيطرة على منطقة الحدود السورية- العراقية بالتزامن مع رفض «جبهة النصرة» ميثاقاً أقرته كبريات الفصائل الإسلامية قبل أيام. ونقل موقع «ديلي بيست» الأميركي، عن مصادر في الاستخبارات الأميركية، أن «عدد المتطرفين الأميركيين الذين ذهبوا إلى سورية هو أكبر مما كان يُعتقد، وأن بعضهم بدأ بالعودة». وأشار التقرير إلى أن «التقديرات الاستخباراتية الأخيرة ترجح أن أكثر من مئة أميركي انضموا إلى الجهاد في سورية ويحاربون مع (من تعتبرهم واشنطن) مجموعات إرهابية». وقالت المصادر إن بين «ستة و12 مقاتلاً ممن ذهبوا للقتال في سورية عادوا إلى أميركا». وكان السيناتور الجمهوري جون ماكين لاحظ أنه «منذ عام كانت هناك معارضة معتدلة متمكنة، أما اليوم فهي أضعف، وإذا لم نزودهم صواريخ مضادة للطائرات ولم ندعمهم بالتدريب والسلاح، فإن نفوذ المتطرفين سيتزايد، وسنكون أمام أفغانستان ثانية، بل أسوأ، وهذا يهدد الأمن الأميركي». في غضون ذلك، صعّد مقاتلو «داعش» خلال الأيام الأخيرة عملياتهم العسكرية في شرق سورية، محاولين توسيع حدود «الدولة الإسلامية» التي يسعون إلى إقامتها من محافظة الرقة شمالاً وصولاً إلى الحدود العراقية، على ما يقول معارضون و «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وفي نهاية العام الماضي، شنّ «الجيش السوري الحر» و «جبهة النصرة» و «الجبهة الإسلامية» حملة عسكرية لا تزال مستمرة ضد معاقل «داعش» في شمال سورية وشمالها الشرقي. وانسحب مقاتلوه من معظم أنحاء دير الزور في شباط (فبراير) الماضي بعد معارك عنيفة، لكنهم بدأوا هجوماً معاكساً على فصائل المعارضة المسلحة في دير الزور في نيسان (أبريل) الماضي. ورفضت «جبهة النصرة» ميثاقاً وقعت عليه كبريات الفصائل الإسلامية تضمَّن تخليها عن المطالبة ب «دولة إسلامية» وإسقاط عبارة «الجهاد» مع التأكيد على «حقوق الإنسان»، ما فُسر وقتذاك على أنه توحد ضد «داعش». وقالت «النصرة» في بيان إنها ترفض قيام «دولة مدنية» أو دولة لا تقوم على «حاكمية الشريعة» في سورية بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، قبل أن تتهم الكتائب الموقعة على البيان ب «الرضوخ الضغوط والإملاءات الخارجية». وطالبت بالرجوع عن فقرة في الميثاق دعت إلى «إقامة دولة العدل والحرية والقانون». في حلب، اقتربت القوات النظامية السورية من فك الحصار عن سجن حلب المركزي في شمال البلاد، الذي يفرضه مقاتلو المعارضة منذ حوالى سنة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن قوات النظام مدعومة ب «حزب الله» اللبناني «أحكمت سيطرتها على الطريق الشرقي المؤدي إلى الريف الشمالي وأصبح طريق الكاستيلو الطريق الوحيد الذي تسيطر عليه الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة»، لافتاً إلى أن المعارضة نسفت مبنى مستشفى الكندي بالتزامن مع غارات شنها الطيران على أحياء في حلب. إلى ذلك، قال رئيس «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» بيتر ماورر، إن اللجنة بدأت عملية «توزيع كبرى» لحصص غذائية على جانبي خطوط المواجهة في مدينة حلب السورية لأول مرة منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وأضاف أن الحكومة السورية وافقت هذا الأسبوع على الخطة التي قدمت في بداية العام، حيث سيتم تنفيذ توزيع الأغذية على 60 ألف شخص في المدينة الشمالية.