تابع لبنان الرسمي والشعبي الوضع الأمني المتردي في ساحل العاج وانعكاسه مأسوياً على اللبنانيين هناك. وواصل رئيس المجلس النيابي نبيه بري مواكبته لأوضاع الجالية، فبقي على تواصل دائم مع وزارة الخارجية والمغتربين وفعاليات الجالية اللبنانية في ابيدجان وعدد من الدول الافريقية، وقال ان «الأجواء في ساحل العاج تميل الى التحسن» (راجع صفحة 8). وأفاد بري وفق بيان لمكتبه الاعلامي بأن «الرئيس العاجي الحسن وترة عازم على اعادة الحياة الى طبيعتها في ساحل العاج ابتداء من يوم غد (الاحد)». وتوجه بري بالشكر الى فرنسا على «ما بذلته وتبذله في مساعدة اللبنانيين في ساحل العاج»، كما شكر الجاليات اللبنانية في الدول الافريقية المجاورة لساحل العاج «لاحتضانها اللبنانيين القادمين من ابيدجان». الى ذلك وبناء على قرار رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري تشكيل لجنة دعم وإغاثة لافراد الجالية اللبنانية في ساحل العاج، ستغادر في الثامنة من مساء اليوم (امس) طائرة الى اكرا على متنها وفد من الهيئة العليا للإغاثة برئاسة اللواء يحيى رعد ومستشار رئيس مجلس الوزراء فادي فواز ووفد من الجيش اللبناني برئاسة المقدم فوزي شمعون ووفد من الصليب الاحمر اللبناني إضافة الى وفد لوجستي ووفد اعلامي. وجرى الاتفاق والتنسيق مع السفارة الفرنسية في لبنان وباريس وأبيدجان على وضع خطة لنقل جميع الرعايا اللبنانيين او من يرغب منهم من أبيدجان الى أكرا على رحلات متتالية ابتداء من صباح اليوم بطائرة تتسع لخمسين راكباً، وستتم عملية الإجلاء هذه بحماية الجيش الفرنسي وبإشراف الجيش اللبناني. كما تم الاتفاق مع شركة طيران الشرق الاوسط على نقل جميع الركاب من أكرا الى بيروت عبر رحلات متتالية على أن يتم بداية إجلاء المصابين والنساء والأطفال ومن ثم نقل بقية الرعايا اللبنانيين الراغبين. وكشف وزير الخارجية علي الشامي عن «اتصالات يجريها مدير عام المغتربين هيثم جمعة وسفير لبنان في ساحل العاج علي عجمي مع القوات الفرنسية لتوفير الامن في المناطق التي يسكن فيها اللبنانيون». ولفت الى ان «هناك ما يقارب 1500 شخص في مطار ابيدجان». الوضع افضل وقال جمعة: «الوضع في ابيدجان افضل بكثير من قبل»، لافتاً الى ان «مطار ابيدجان نظرياً مفتوح، الا انه عملياً غير ذلك بسبب عدم وجود موظفين داخله، اذ يديره عدد من التقنيين في الجيش الفرنسي لا يسمحون الا للطائرات الصغيرة التي تسع 4 ركاب بالهبوط وعلى مسؤوليتها الخاصة»، مشيراً الى ان «قسماً كبيراً من اللبنانيين الذي كانوا في مطار ابيدجان عادوا الى بيوتهم بعد عودة الحياة بشكل شبه طبيعي في المدينة». ووصلت في السابعة والنصف صباح امس الى مطار رفيق الحريري الدولي، دفعة ثالثة من اللبنانيين على متن طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الاوسط اقلت 244 راكباً بينهم 95 لبنانياً قادمون من ابيدجان. معاناة وظروف صعبة ولم تختلف حال اللبنانيين الوافدين من ابيدجان عن الذين سبقوهم لجهة المعاناة والظروف الصعبة التي واجهوها قبل وصولهم الى بيروت وهم كانوا انتقلوا الى لومي عاصمة توغو بمساعدة القوات الفرنسية وعبر طائرات عسكرية فرنسية. وتحدث عدد منهم عن خسارتهم الكبيرة في ابيدجان بسبب الاوضاع السائدة هناك، فأشار العائد علي قعفراني من بلدة طورا الذي يعمل في تجارة السيارات منذ اكثر من 18 عاماً الى ان «خسارته المادية ضخمة، هذا عدا عن ضياع سنوات عمره وحسرته عندما كان يشاهد بأم العين تخريب محلاته». ولم تختلف حال المواطن جعفر شور عن حال الكثيرين، فاكتفى بمعانقة والدته في المطار طالباً منها «عدم البكاء وشكر الله على وصوله بالسلامة بعد الخسارة والخراب الذي لحق بأعماله هناك».