فيما تابع المسؤولون في لبنان أوضاع اللبنانيين المأسوية في ساحل العاج وغادر وفد رسمي الى أبيدجان لمساعدتهم، نقلت شركة «طيران الشرق الأوسط»، لليوم الثاني على التوالي أمس، عدداً من اللبنانيين الآتين من ساحل العاج على متن إحدى طائراتها أقلعت من كانو ثم أكرا فبيروت. وبلغ عدد الواصلين على متن الطائرة 262 راكباً بينهم 176 لبنانيا حضروا من أبيدجان بمساعدة القوات الفرنسية الموجودة على الأرض. وكان في استقبالهم في المطار النائب علي بزي (حركة «أمل»)، ومدير عام المغتربين هيثم جمعة، وموظفون في الخارجية. وساد جو من التأثر والفرح على الجميع من الواصلين والمستقبلين الذين شكروا لله «عودة أبنائهم سالمين من أبيدجان»، متمنين أن يصار الى «عودة أبناء الجالية اللبنانية الذين لا يزالون هناك بسبب الأحداث الأمنية». ولدى استقبال القادمين في قاعة الوصول، دعا جمعة الى «العمل من قبل كل الجهات الرسمية والقيام بأوسع اتصالات من أجل مساعدة أبناء الجالية اللبنانية في ساحل العاج»، مشيرا الى أن «اللبنانيين وحدهم الذين استطاعوا مغادرة أبيدجان حتى الآن، وعلى رغم الخسائر المادية الكبيرة التي أصابت اللبنانيين، لم تسجل لغاية الآن أي إصابات بشرية». واعتبر بزي من جهته أن الجالية اللبنانية في ساحل العاج تشكل «رافعة لكل لبنان»، مشيراً الى أنه «لم يكن في الإمكان إجلاء اللبنانيين من ساحل العاج لولا سلسلة الاتصالات التي قام بها بعض المسؤولين اللبنانيين وعلى رأسهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع السلطات الفرنسية». وتحدث أبناء الجالية عن المأساة والمصاعب التي واجهوها هناك، إذ لم يصدق بعضهم انهم سيبقون على قيد الحياة بسبب ما شاهدوه من عنف وسرقة وخراب. وقال عصام متيرك الآتي من هناك، إن طوافة فرنسية سحبته عن سطح منزله الذي كان يحترق وأقلته الى إحدى الثكنات العسكرية لتنقله طائرة حربية أميركية الى أكرا حيث نقلته طائرة «ميدل ايست» الى لبنان، ولا يحمل شيئاً سوى جواز سفره. أما المواطن سليمان قعفراني الذي يعمل في أبيدجان منذ 11 سنة فنقلته دبابة فرنسية الى لومي ومن ثم نقل بطائرة عسكرية الى أكرا، وأثنى قعفراني وعائلته على «الدور الإيجابي الذي قام ولا يزال يؤديه ممثل ميدل ايست هناك جواد الموسوي الذي يقدم كل التسهيلات اللازمة للبنانيين». وتحدث علي عبد الخالق عن مأساة اللبنانيين في ساحل العاج حيث تضطر بعض العائلات الى «دفع مبالغ مالية للعسكر من أجل إبقائهم على قيد الحياة»، مشيراً الى أن «الجيش الفرنسي على رغم المساعدات التي قدمها للبنانيين، بدأ الاهتمام منذ البارحة بالمواطنين الذين يحملون فقط الجنسية الفرنسية، نظراً للعدد الكبير للبنانيين المتواجدين في ساحل العاج». مغادرة الوفد الرسمي وغادر ظهر أمس الوفد الرسمي اللبناني المؤلف من: المدير العام جمعة، وعدد من الديبلوماسيين الى أكرا على متن الطائرة نفسها، للبقاء على تواصل ومقربة من أبناء الجالية اللبنانية ومتابعة أوضاعهم وحاجاتهم وإجراء الاتصالات اللازمة مع المعنيين بالأممالمتحدة ودول أوروبية للعمل على إجلاء من يرغب بالمغادرة. الحريري يشكل لجنة دعم وإغاثة من جهة ثانية، أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري قراراً قضى بتشكيل لجنة لدعم وإغاثة أفراد الجالية اللبنانية في ساحل العاج، بناء على توصيات المجلس الأعلى للدفاع برئاسة الأمين العام للمجلس اللواء عدنان مرعب وتضم الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء يحيى رعد وعدد من الاختصاصيين، مهمتها وضع خطة عملية لحمايتهم وتأمين حاجاتهم الأساسية وإجلاء من يرغب منهم الى بيروت، والتعاون مع المؤسسات الدولية ونقل المصابين الى المستشفيات ومعالجتهم، وشراء ونقل معونات إنسانية وطبية وتشكيل وإرسال فريق دعم وإغاثة إداري وعسكري وفني وطبّي لتأمين الخدمات اللازمة والنفقات على مختلف أنواعها لهم. وعقدت اللجنة اجتماعاً عصر أمس في السراي الكبيرة لوضع آلية لتنفيذ المهمات المطلوبة. الى ذلك درست لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين في جلسة عقدتها أمس في المجلس النيابي برئاسة رئيس اللجنة عبداللطيف الزين، وحضور وزير الخارجية علي الشامي، وعدد من النواب إضافة الى السفير حسن صالح والسكرتير قبلان فرنجية، الأوضاع القائمة في شاطئ العاج. وقال الزين اثر الجلسة: «استمعنا الى شروحات وزير الخارجية وفريق عمله حول هذه الأوضاع، وقد فند لنا كل الاتصالات التي حصلت، على صعيد رئيس الجمهورية (ميشال سليمان)، ورئيس مجلس النواب، واتصالاته هو شخصياً إن مع المسؤولين الفرنسيين بدءاً برئيس الجمهورية حتى وزير الخارجية أم على صعيد الأممالمتحدة، وأكد لنا أن اللبنانيين لم يصابوا بأذى على الإطلاق، إلا بعضهم بصورة الخطأ، نتوجه بالشكر وقد سجلنا ذلك في محضر الجلسة الى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب لاهتمامهما الكلي بأوضاع المغتربين في ساحل العاج». نفي... ومسيرة وأكدت المواطنة عاتكة حسين برجي، المقيمة في بلدة الرمادية في الجنوب، أنَّ شقيقها رائف الموجود في ساحل العاج «لا يزال على قيد الحياة»، وأنَّ «الخبر عن مقتله عار من الصحة». وقالت إنَّها أجرت صباحاً اتصالاً به استغرب أنباء مقتله «وأبلغني أن اللصوص سرقوا هاتفه المحمول وكل ما يملك من أموال». وشهدت مدينة صور لليوم الثاني مسيرة داعمة للمغتربين اللبنانيين في ساحل العاج، انطلقت من أمام ثانوية صور الرسمية وجابت شوارعها الرئيسية، يتقدمها عضو كتلة «التحرير والتنمية» علي خريس، مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله وحشد من طلاب ثانويات صور وجامعاتها، وصولاً الى أمام سراي صور الحكومية. وشارك داعماً قائمقام صور بالإنابة سعدالله غالي الذي أكد «وقوف الدولة اللبنانية ووزارة الداخلية وكل المؤسسات الحكومية الى جانب هذه القضية الإنسانية». وتحدثت باسم أهالي المغتربين شيرين برجي داعية الدولة الى «الاقتداء بالدول الأخرى وأن تقوم بواجباتها تجاه رعاياها». وأكدت الاستمرار في «التحرك حتى عودة كل المغتربين اللبنانيين الى ديارهم وقيام الدولة بأبسط واجباتها تجاه أبنائها المغتربين». اصطدام شاحنة بطائرة إثيوبية ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية أنه عند الثالثة و45 دقيقة من فجر أمس وفيما كانت طائرة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية جاثمة في أرض في مطار رفيق الحريري الدولي وهي من نوع بوينغ 737-700 رقم رحلتها 407 وعدد ركابها 68 راكباً، كانت إحدى الشاحنات العائدة للشركة اللبنانية لتموين الطائرات تعود الى الخلف بعد أن مونتها بالعتاد، اصطدمت بأقصى الجانح الأيسر للطائرة ما تسبب في حصول جرح عليه بطول 20 سم، وعلى الفور أبلغت السلطات المختصة في المطار بالأمر ومنعت الطائرة من الإقلاع حفاظاً على سلامتها وسلامة الركاب الذين غادروا المطار الى منازلهم بانتظار وصول طائرة أخرى من إثيوبيا فجر اليوم الجمعة لتقلهم الى أديس أبابا، فيما عمل الفنيون في المطار الى رفع تقرير عن الحادث تمهيداً لإصلاح الضرر في الطائرة.