غلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمس معبر «كرم أبو سالم» التجاري الوحيد جنوب شرقي رفح في جنوبغزة أمام حركة البضائع والمساعدات الدولية لدواع أمنية لم تحددها، فيما عبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون عن «خيبة أملها» إزاء مصادقة الحكومة الإسرائيلية على بناء أكثر من 900 وحدة سكنية في مستوطنة «غيلو» في مدينة القدسالشرقيةالمحتلة. ودعت الحكومة الفلسطينية في غزة التي تقودها حركة «حماس» المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤولياته تجاه التصعيد الإسرائيلي ضد القطاع، والضغط على قادة الاحتلال لوقف عدوانهم على شعبنا». وجددت اشتون التأكيد على الموقف التقليدي للاتحاد الأوروبي الذي «يعتبر الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية، بما في ذلك القدسالشرقية، غير قانونية بموجب القانون الدولي وأنها تقوض الثقة بين الطرفين وتشكل عقبة في طريق السلام». وشددت أشتون على أن «الخطوات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية تتنافى مع النداءات المتكررة والعاجلة من جانب المجتمع الدولي، بما في ذلك اللجنة الرباعية الدولية، وتتعارض مع الوصول إلى حل سلمي من شأنه الحفاظ على أمن إسرائيل وتحقيق حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم». ورأت أشتون أنه «حتى يكون هناك سلام حقيقي لا بد من العثور على طريقة لإيجاد حل لوضع القدس باعتبارها عاصمة مستقبلية للدولتين». ويأتي ذلك فيما قال وزير الخارجية النمساوي ميكائيل شبندليجر إن هناك اتصالات تجريها بلاده مع حركة «حماس»، مشدداً على ضرورة إنهاء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ العام 2007. وقال شبندليجر في مؤتمر صحافي عقده في مقر وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين «اونروا» في غزة أمس: «ليس لدينا علاقات رسمية (مع حماس) لكن بعض الدول لها علاقات مع الحركة ونستطيع من خلالها إيصال رسائلنا والحصول على رسائل منها تتعلق بشؤون عدة». وأضاف أن «بعض الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تقيم علاقات مع حماس ونستطيع من خلالها التعرف على أمور كثيرة». وعن رأي بلاده في الحصار، قال «يجب أن ينتهي ولا يمكن استمرار تحمل معاناة السكان الفلسطينيين في القطاع». والتقى شبندليجر مع نائب المفوض العام ل»اونروا» مارجوت أليس، ونائب مدير العمليات في القطاع كريس نوردال وممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني الفلسطيني. وقال شبندليجر إنه خرج باستنتاجات مهمة من لقاءاته منها أنه «يجب أن يقدم الاتحاد الأوروبي مبادرة من أجل إنهاء حصار غزة وإقناع دول الاتحاد باتخاذ موقف موحد تجاه استمرار معاناة السكان الفلسطينيين». كما حض الفلسطينيين على»التوحد والتصالح لما فيه خدمة لشعبهم». وزار شبندليجر مدرسة «الكونتينر» التابعة ل»اونروا» في مخيم النصيرات للاجئين، وتفقد محطة تحلية المياه في مخيم دير البلح وسط القطاع التي تمولها النمسا.