أعلن رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب جمال الخضري أن عدد ضحايا الحصار المحكم المضروب على قطاع غزة منذ ألف يوم، وصل إلى 500 ضحية، أي بمعدل وفاة واحدة كل يومين، معظمهم من المرضى الذين لم يتمكنوا من تلقي العلاج بسبب الحصار. وقال الخضري خلال مؤتمر صحافي عقده أمس أمام النُصب التذكاري لضحايا الحصار في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة إن «مليون إنسان فلسطيني يعيشون على المساعدات سواء العربية أو الدولية أو من الأممالمتحدة». وأوضح أن «الاقتصاد الفلسطيني دمر في شكل كامل، وأن معدل البطالة وصل الى 65 في المئة، وعدد العاطلين بلغ أكثر من 140 ألف عامل، أي نحو 80 في المئة من الأيدي العاملة في قطاع غزة، وأن معدل دخل الفرد اليومي دولاران فقط». وأشار الى أن «سكان القطاع، يعيشون بعد ألف يوم من الحصار معاناة مضاعفة نتيجة الحصار الذي ضرب كل مناحي الحياة الصحية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية، ويستهدف العمال وأصحاب المصانع والشركات والمؤسسات الاقتصادية»، لافتاً إلى أن «50 في المئة من الأطفال في غزة يعانون من أمراض فقر دم وسوء التغذية»، فضلاً عن «معاناة الصيادين والمزارعين، وإغلاق أكثر من 3500 مصنع وورشة». وأعلن الخضري إطلاق فعاليات «كفى ألف يوم على الحصار ... الحرية لغزة» في 14 الشهر الجاري لمناسبة مرور ألف يوم على الحصار المحكم الذي شددته اسرائيل على القطاع في أعقاب سيطرة حركة «حماس» على القطاع في 14 حزيران (يونيو) عام 2007. وقال الخضري إن «الفعاليات ستبدأ بإيقاد ألف شمعة في ساحة الجندي المجهول، وتنظيم مسيرة أمام معبر بيت حانون» شمال القطاع، مضيفاً أن فعاليات أخرى ستنطلق في عدد من الدول العربية. ودعا الفصائل الفلسطينية إلى «إنهاء الانقسام والتوحد في مواجهة الاحتلال الإٍسرائيلي ومخططاته في غزة والضفة والقدس»، مطالباً القمة العربية «بتشكيل وفد رفيع المستوى لزيارة غزة والإطلاع على معاناتها من أجل العمل على مساندتها وكسر الحصار». بوادر أزمة بين اسرائيل وأوروبا في غضون ذلك، كشفت مصادر فلسطينية ل «الحياة» ان بوادر أزمة ديبلوماسية تلوح في أفق العلاقة بين الاتحاد الأوروبي واسرائيل على خلفية قرار الأخيرة منع مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد كاثرين آشتون والمسؤولين الأوروبيين من الدخول الى قطاع غزة عبر معبر «ايريز» الإسرائيلي شمال القطاع. وجاء قرار اسرائيل أمس منع آشتون من زيارة غزة عبر معبر «ايريز»، بعد ثلاثة أيام على منع وزير الخارجية الإرلندي مايكل مارتن من زيارة القطاع، ما اضطره الى التوجه الى مصر والدخول عبر معبر رفح. وقالت المصادر إن «دخول مارتن الى القطاع عبر معبر رفح بعدما منعته اسرائيل من الدخول عبر أراضيها، سبب حرجاً شديداً للاتحاد الأوروبي». وأضافت أن «الاتحاد الأوروبي مصمم على دخول آشتون عبر معبر ايريز وليس عبر معبر رفح»، مشيرة الى أن «هناك استعدادات تجرى على قدم وساق للتحضير لزيارتها». وأوضحت المصادر أن «آشتون طلبت من وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليرمان الموافقة على زيارتها غزة عبر معبر ايريز». وقالت إن «اسرائيل تشترط أن يكون هناك سبب مهم جداً جداً كي تسمح بزيارة أي مسؤول أوروبي»، مرجحة ألا توافق على زيارة آشتون، ما يعني أن أزمة ديبلوماسية ستنشأ بين الطرفين. وأشارت الى أن «هناك نواباً أوروبيين ومؤسسات ومنظمات أوروبية تمارس ضغطاً على آشتون والاتحاد الأوروبي لعدم الرضوخ للقرار الإسرائيلي والإصرار على زيارة غزة عبر ايريز وليس معبر رفح». ولفتت الى أن «من المقرر أن تلتقي آشتون في غزة مع مسؤولين في وكالة اونروا، ونشطاء من المجتمع المدني».