دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إلى استمرار اللقاءات «الاستكشافية» في عمان، مشددة على ضرورة أن تكون هناك «تسوية» للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي عبر «حل الدولتين». وقالت آشتون خلال مؤتمر صحافي في مقر «وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) في مدينة غزة التي زارتها لساعات أمس، إنه يجب أن تكون هناك مفاوضات من أجل الوصول إلى حل الدولتين، داعية إلى استمرار لقاءات عمان بين الجانبين. وأشادت بجهود العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني واستضافته اللقاءات بين وفد فلسطيني برئاسة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وآخر إسرائيلي برئاسة مستشار رئيس الحكومة الإسرائيلية اسحق مولخو. وقالت إنه على رغم أن هذه المحادثات «ليست رسمية، لكنها على الأقل تعطي فرصة للناس ليتحدثوا مع بعضهم بعضاً، وهذا أمر نرحب به ونؤيد القيام به». لكنها استدركت في كلمات موجهة إلى إسرائيل قائلة: «لكني لا أريدها أن تكون محادثات فقط من أجل المحادثات، بل يجب أن تحقق هذه المحادثات نتائج من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني واللاجئين الفلسطينيين». وجددت آشتون دعوتها إسرائيل إلى «فتح معابر قطاع غزة»، مجددة التزام الاتحاد الأوروبي «دعم سكان القطاع وأونروا». وقالت: «رسالتنا السياسية واضحة وهي أنه يجب أن يرفع هذا الحصار، وأن يسمح للناس وللبضائع بالتحرك بحرية. نريد للاقتصاد في غزة أن ينمو وأن يتمكن الناس من بناء اقتصاد أفضل، لكن هذا يتطلب مفاوضات جدية». وأضافت أنها تشعر ب «التزام سياسي وأنساني كبير تجاه قطاع غزة»، مؤكدة أنها تطالب الإسرائيليين في كل لقاءاتها معهم ب «إنهاء الحصار وبفتح معابر قطاع غزة وتمكين الغزيين من بناء مستقبل أفضل». ووقعت آشتون مع المفوض العام ل «أونروا» فيليبو غراندي اتفاقاً يقضي بتمويل الموازنة العادية ل «أونروا» بمبلغ مالي قدره «55 مليون يورو». وكانت آشتون وقعت فور وصولها إلى مقر «أونروا»، في ثالث زيارة لها لقطاع غزة منذ توليها منصبها، اتفاقاً لتمويل «أونروا»، ثم جالت في مركز التدريب الأكاديمي والمهني التابع لها. وقالت إن ما رأته في مركز تدريب غزة «يثير الانطباع لدي بأنه في هذا المكان هناك أناس يريدون بناء مستقل أفضل ولديهم إصرار كبير على تحقيق أحلامهم». كما التقت عدداً من الناشطات والناشطين الشباب في مقر «أونروا»، وعدداً من ممثلي المجتمع المدني ورجال الأعمال في مقر مؤسسة «أطفالنا للصم» في مدينة غزة. وعبر الناشطون الشباب أثناء اللقاء معها عن مدى «معاناة سكان قطاع غزة وعزلهم عن العالم وطموحهم في حياة أفضل وإنهاء الحصار»، فيما عبرت آشتون عن «تفهمها المعاناة والمشاكل التي يواجهها هؤلاء الشبان» وعن إعجابها ب «إصرارهم وطموحهم». واستعرض ممثلو المجتمع المدني ورجال الأعمال آثار الحصار على القطاع والقيود الإسرائيلية على حرية حركة «الغزيين»، ومنع الصادرات من القطاع ووضع قيود على الواردات وعرقلتها. من جهته، قال غراندي خلال المؤتمر الصحافي إن آشتون «تضع في مكتبها صورة كبيرة لمهرجان الأطباق الطائرة الذي نفذته أونروا ضمن أنشطة ألعاب الصيف العام الماضي» في غزة. وأكد أن لديها «التزاماً وحباً كبيراً» لقطاع غزة. وأوضح أن «الاتحاد الأوروبي يقدم اليوم تقريباً 10 في المئة من موازنة أونروا المنتظمة»، معرباً عن أمله في «تواصل الدعم من أجل دعم خدمات أونروا والتزامها تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين».