طمأن رئيس الوزراء السوري المكلّف بتسيير اعمال الحكومة، محمد ناجي عطري، المشاركين في الاجتماعات السنوية المشتركة ل «الهيئات المالية العربية» ووزراء المال والتعاون الدولي العرب ومحافظي البنوك المركزية العربية، الى «ان سورية ستبقى شامخة بوحدتها الوطنية المتماسكة»، داعياً رجال الأعمال والمستثمرين والمؤسسات المالية والبنوك الى توطين استثماراتهم فيها. ودعا في كلمة له في الافتتاح ممثلاً الرئيس السوري بشار الاسد، الصناديق المالية العربية والمستثمرين الى بناء شراكات اقتصادية في سورية، ودعم وتمويل المشاريع التنموية والخدمية فيها، لا سيما المشاريع الاستراتيجية كالريّ والطرق والطاقة الكهربائية وغيرها. ولفت الى ان بلاده شهدت عملية اصلاح واسعة النطاق للبنية الاقتصادية والمالية والتشريعية والتعليمية والادارية ادت الى نجاحات في كل القطاعات الاقتصادية والتنموية. وتابع: «على رغم الازمة المالية العالمية وحالة الجفاف التي ألحقت ضرراً بالقطاع الزراعي وحياة سكان الارياف ونزوح مئات الآلاف من رعايا بعض دول الجوار الى سورية، تمكن الاقتصاد السوري بفضل الاصلاحات الاقتصادية والمالية والنقدية من تحقيق الكثير من الانجازات، تمثلت في زيادة معدل النمو السنوي الى نحو 5,4 في المئة وتعزيز حجم الاستثمار الاجنبي وعدد السياح القادمين وانخفاض مستوى البطالة وتسوية ملفات الدين الخارجي، لافتاً الى تضاعف حجم الموازنة العامة، حيث بلغ الإنفاق الحكومي خلال سنوات الخطة الخمسية العاشرة نحو 3122 بليون ليرة سورية، مع بقاء عجز الموازنة الفعلي دون حاجز ال 4 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي. وقال وزير المال السوري محمد الحسين في تصريح الى «الحياة»، ان الوضع المالي السوري جيّد والليرة مستقرة. وأضاف: «لدينا امكانات للحافظ على سعر الصرف». وأكد وزير الاقتصاد والمال المغربي صلاح الدين المزوار في كلمة، أن المؤسسات المالية العربية تؤدي دوراً مهماً ومتكاملاً في توفير التمويل للمشاريع الانمائية والاستثمارية في القطاعين العام والخاص. ووُقع على هامش الاجتماعات اتفاق قرض من «الصندوق السعودي للتنمية» الى الحكومة السورية ب375 مليون ريال سعودي (مئة مليون دولار) لتمويل محطة توليد كهرباء دير الزور (شمال شرقي سورية) بقدرة 750 ميغاوات، كما شهد الاجتماع توقيع اتفاق للتعاون الجمركي مع الإمارات، على ان يتم توقيع اتفاق مع «الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي» لتمويل إنشاء محطة دير الزور بقيمة مئة مليون دولار. ويشارك في الاجتماعات التي تستمر يومين 18 وزير مال وتعاون دولي وتسعة من محافظي البنوك المركزية العرب. وناقش الاجتماع الثاني لوزراء المال العرب، سبل تعزيز التنسيق المشترك في شأن السياسات المالية لمواجهة المستجدات الاقتصادية والمالية، وتنسيق المواقف في المحافل والاجتماعات الدولية.