أعلنت قوات الدعم السريع التابعة الى جهاز الأمن السوداني أمس، أنها قتلت أكثر من مئة من المتمردين وخسرت 78 من عناصرها في ولاية جنوب كردفان المضطربة، لافتةً إلى اقترابها من دخول معقل متمردي «الحركة الشعبية – الشمال» في كاودا عقب حسم المعركة التي تدور على بُعد حوالى 40 كيلومتراً من المنطقة الجبلية الحصينة. وقال مسؤول العمليات في الجيش الفريق أحمد علي عثمان إن القوات الحكومية استعادت السيطرة على 44 موقعاً في ولاية جنوب كردفان، متوعداً المتمردين بصيف ساخن. وتعهد بتطهير الولاية من التمرد قبل نهاية عملية «الصيف الحاسم». وأكد قائد قوات الدعم السريع في جنوب كردفان اللواء عبد الحفيظ أحمد البشير، سيطرة قواتهم على منطقة دلدكو التي تعتبر قاعدة مهمة للمتمردين، ما يهدد مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، ووصول الإمداد عبرها، موضحاً أن المتمردين فشلوا مرتين في العودة إليها. وبدأت القوات الحكومية حفر خندق لحمايتها من هجمات معاكسة جديدة. وانتقد البشير «الخونة والمارقين» في كادوقلي المشككين فى قدرات قواته. وقال إن حسابهم سيكتمل بعد تحرير كاودا (معقل المتمردين). وأضاف أنهم «لم يأتوا من مالي أو النيجر كما يُتهمون». وزاد ان المتمردين تركوا خلفهم في معركة دلكو، دبابة بحالة جيدة وسيارات ومدافع ومجموعة من الرشاشات والأسلحة الصغيرة والذخيرة، مؤكداً أسر 3 وقتل المئات منهم، مشيراً إلى أن المعركة الحاسمة المقبلة ستكون في منطقة أم سردبة التي تبعد حوالى 14 كيلومتراً عن دلدكو. إلى ذلك، أعلن حاكم ولاية جنوب كردفان آدم الفكي مقتل 78 من القوات الحكومية خلال أسبوع من العمليات. وأضاف: «لا قصف على مدينة كادقلي الآن وهذا يعني أن المدينة هادئة» بعد طرد المتمردين من مناطق محيطة بها. وذكر أن الحكومة ستمضي في الحسم ضد المتمردين وتدعوهم إلى السلام. من جهة أخرى، قال وزير الخارجية السوداني علي كرتي أن أسباب توتر العلاقات بين السعودية والسودان هي تحفظات الرياض على التعاون بين السودان وإيران، واعتقادها أن الخرطوم تتعامل مع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، مؤكداً أن لا تعاون عسكرياً بين بلاده وطهران وإنما تعامل فني، كما انه ما من تعاون بين السودان والتنظيم الدولي ل «الاخوان المسلمين»، متوقعاً تنقية العلاقات بين الخرطوموالرياض قريباً. ولام كرتي السلطات المصرية لعدم استجابتها طلب الخرطوم استرداد قيادات من المعارضة السودانية المسلحة الذين تستضيفهم القاهرة. وذكر أن السلطات المصرية طلبت منهم تحديد أسماء قادة المعارضة المسلحة المقيمين في القاهرة، فبعثوا تلك الأسماء مرات عدة مع مقار اقامتهم واسماء من يدعمونهم في الاستخبارات المصرية ولكن من دون جدوى، مؤكداً ان بلاده لن تكون منصة تنطلق منها أي مؤامرة ضد مصر. وتابع كرتي أن نظيره المصري نبيل فهمي أبلغه قبل أسبوع بأن معارضاً مصرياً وصل الى الخرطوم وسأله عن اسمه، فأجاب بأنه لا يتذكره. وأضاف: «قلت له إن مصر تتذكر معارضاً واحداً وصل إلى السودان ولا تتذكر مئات المعارضين السودانيين الذين ينتمون إلى مجموعات مسلحة ولديهم مقار آمنة في القاهرة يرعاها جهاز الاستخبارات ولديهم حقوق في تنظيم ندوات وتبني مواقف سياسية وعسكرية مناهضة للحكومة السودانية». على صعيد آخر، أطلقت الخارجية السودانية نداء عاجلاً للتدخل واجلاء مئات السودانيين العالقين في مدينتي بانتيو وواو بدولة جنوب السودان وتسريع عودتهم للخرطوم معتبرة ما يجري للمواطنين السودانيين هناك ليس سوى تصفية حسابات بين مجموعات متناحرة.