أعلن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أمس، ان بلاده والاممالمتحدة طالبتا رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو بتوقيع وثيقة للتخلي عن الحكم والاعتراف بالحسن وترة رئيساً للبلاد. وترجم ذلك حسم تدخل قوات الاممالمتحدةوفرنسا معركة ابيدجان لحساب قوات وترة بعد اكثر من اربعة شهور على اندلاع ازمة الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها، من خلال قصف مروحيات تابعة لهما ليل الاثنين – الثلثاء مواقع لقوات غباغبو والقصر الرئاسي ومقر اقامته، ما دمرّ الاسلحة الثقيلة لقواته. وفوراً، طلب رئيس اركان الجيش الموالي لغباغبو الجنرال فيليب مانغو وقفاً للنار من قوة الاممالمتحدة «لحماية السكان والعسكريين بدءاً بالحرس الجمهوري، ورئيس الجمهورية شخصياً وعائلته، واعضاء حكومة رئيس الوزراء جيلبير اكي نغبو، ومنع عمليات النهب والملاحقات»، قبل ان يعلن رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون ان جنرالين قريبين من غباغبو يتفاوضان على شروط استسلامه، تمهيداً لتسليم السلطة الى وترة تنفيذاً لتوصيات الاتحاد الإفريقي. وكشف الناطق باسم حكومة وترة أهوا دون ميلو ان غباغبو الذي يتحصن مع حفنة من الموالين له في ملجأ بمقر اقامته في ابيدجان، يتفاوض ايضاً على الشروط القانونية والأمنية الخاصة بمعسكره وأقاربه، كما افاد الناطق باسم بعثة الاممالمتحدة في ساحل العاج حمدون توري. ولجأ السيد دجيجي، وزير خارجية حكومة غباغبو، الى مقر السفير الفرنسي جان مارك سيمون في ابيدجان، من دون ان يوضح سبب وجوده هناك، علماً ان تدخل فرنسا في مستعمرتها السابقة اغضب دائماً معسكر غباغبو الذي اتهم باريس بدعم شمال البلاد خلال الحرب الأهلية التي اندلعت بين عامي 2002 و2003. وجاء ذلك في ظل مواجهة الديبلوماسية الفرنسية توتراً نتج من أخذ الرئيس نيكولا ساركوزي زمام المبادرة لشن حملة عسكرية غربية على ليبيا. وفي باريس، أوضح وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه ان قوة «ليكورن» الفرنسية شاركت في أعمال عسكرية ضد قوات غباغبو، تنفيذاً لطلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وقرار مجلس الأمن الرقم 1975 الذي طلب الاستيلاء على الأسلحة الثقيلة التي يستخدمها أتباع غباغبو ضد المدنيين. وأكد جوبيه امام البرلمان ان هدف فرنسا واضح، ويتمثل في فرض احترام القانون الدولي، وقال: «يجب ان نعمل للمستقبل الآن ونساعد ساحل العاج الجديدة في اعادة بناء السلام والازدهار». وشدد وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغي على ان بلاده اضطلعت بدور مفيد لمنع وقوع مأساة في ساحل العاج. وفي واشنطن، أعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما انه يدعم «بقوة ما تنفذه الاممالمتحدةوفرنسا ضد نظام غباغبو» الذي دعاه الى الاستقالة فوراً، كما يدعم «عملهما على احترام تفويضهما لحماية المدنيين». الى ذلك، أعلنت فاليري اموس نائبة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الإنسانية ان مفتشي المنظمة الدولية الذين يحققون في مزاعم قتل مئات من الاشخاص في مدينة ديوكوي (غرب) الأسبوع الماضي عثروا على مقبرة جماعية تضم حوالى 200 جثة. وتقول بعثة حفظ الأممالمتحدة في ساحل العاج ان القوات الموالية لوترة قتلت 220 شخصاً وقوات غباغبو 110 اشخاص في ديوكوي. لكن وترة نفى مشاركة قواته في هذه المجزرة.