أعلن المشرف العام على جناح المملكة في بينالي البندقية ال54 الدكتور عبدالعزيز السبيل اختيار التوأم الإبداعي الفنانة شادية عالم والروائية رجاء عالم لتمثيل السعودية للمرة الأولى في بينالي البندقية هذا العام، البينالي الذي يعقد في المدينة الإيطالية كل عامين وتشارك فيه 70 دولة من أنحاء العالم سيقام من 4 حزيران (يونيو) إلى 27 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ويتوقع أن يتجاوز عدد زواره نصف مليون زائر. وتم هذا الإعلان في معرض آرت دبي الخامس، وجاء اختيار العمل المشترك الذي قدمته الشقيقتان عالم الذي جرى تسميته ب«القوس الأسود» ليعبر عن حوار ثنائي بين الروائية والفنانة حول رؤيتهما الفنية عن مكان نشأتهما في مكةالمكرمةالمدينة المقدسة لدى المسلمين التي تستضيف على مدار العام ملايين البشر من الحجاج والمعتمرين، وقام بتنسيق هذه المشاركة مدير معهد العالم العربي في باريس السعودية منى خازندار وقيم المعارض الفنية روبين ستارت اللذان عملا لأشهر للتحضير للمشاركة في هذا البينالي من أجل جذب الانتباه والاهتمام إلى الفن المعاصر في السعودية. وينتظر أن يأخذ هذا العمل الفني رواد المعرض في رحلة لاكتشاف ذاكرة اللون الأسود الثيمة الرئيسية وتمثيل حضوره الذي يشير دائماً إلى الماضي، فيما تستلهم رجاء من الحكايات التي سمعتها من جدتها ما ترويه للمتلقي بكلماتها عن ذاكرة المكان المقدس، وتستدعي مشاهداتها عن وجود اللون الأسود من حولنا، كسوة الكعبة، الحجر الأسود، عباءة المرأة. والقوس الأسود أيضاً يحكي عن تلك العلاقة الإبداعية بين اكتساب المعرفة والتعرف على الآخر عبر الرحلة والسفر، وهذا ما فعله الرحالة ابن بطوطة في القرن الثالث عشر الميلادي ومعاصره الرحالة الإيطالي ماركو بولو، وهما خير مثالين عن أهمية دور المثاقفة والحوار في بناء الجسور بين الشعوب. رجاء عبرت عن رغبتها في نقل أجواء مدينتها مكة إلى البندقية من خلال هذا العمل، والتركيز على المتشابه والمشترك بين المدينتين اللتين تتمتعان بطاقة روحية وطابع كوزموبوليتي. وهذا العمل المشترك للأختين عالم الثاني بعد تجربة «جنيات لار» الكتاب الذي نشرته مؤسسة المنصورية، وزينت رسومه شادية مع كلمات رجاء المكتوبة بمداد من وهج الأساطير الغابرة، شادية تحدثت في حوار سابق عن جماليات هذه الظاهرة الفريدة بقولها «عشتُ ورجاء نفس التجارب تقريباً، لذا ربما كنا أنا وهي ننهل من مكان واحد حاضر وسحيق في ذات الآن. نعمل سوياً، نتواجد في نفس المكان ولكن كل في مساحتها التي يُحدِّدها قوسٌ مفتوح في الجدار، مما يُتيح لكل واحدةٍ منَّا الخصوصية والانعزال. هذا القوس المفتوح يُتيح جريان الطاقة وانتقالها، فنركب عُرْفَ الموجة المُتَوَلِّدة لحظة الإبداع، نغرف من الطاقة بمقدار ما تتطلبه الفكرة أو خامة الخلق، وكلٌّ حسب ما يلائم أدوات استقبالها.